-
من الهندسة المدنية إلى الهندسة المالية
أثخن الجرح في الأسواق المالية العتيقة، عصف بالمعادلات المصرفية القديمة، وأعاد توجيه الرياح فتبعته كل سفن الاستثمار والادخار والتمويل، ثم زاد مساحة الصناديق الاستثمارية حتى أصبحت باتساع الكرة الأرضية، رغم أن مشاهدته في مكتبه صباحاً لا تشير إلى أن كل هذا الاتزان يتسبب بكل هذه الفوضى في الأسواق العالمية.
كان عام1994 م، منعطف رائع في حياة المهندس زياد أبا الخيل ومستقبل بنك الجزيرة، فدخول الرجل الهادئ والنحيل والمبتسم أثار ضجيج لم يتوقف منذ ذلك اليوم وصل صداه الى أسواق اليابان وبقية الأسواق العالمية، بينما الأسواق المحلية المالية انشغلت بمراقبة خطوته التالية التي لا يمكن التنبؤ بها، حتى الجوائز العالمية كانت تُراقب وتتسابق على وضع اسمه وساماً لها.
قاد سفينته في زمن هاج فيه بحر الأسواق المالية السعودية، ووصل بشركته «الجزيرة كابيتال» إلى بر الأول في ( الصيرفة الإسلامية والصناديق الاستثمارية والبوابات الإلكترونية و الصكوك والسندات و الدراسات والبحوث)، حتى بدعته أكدت جودة صنعته عندما بنى خيمة ” برنامج الاشتراك المنتظم” في الصناديق الاستثمارية، معززاً قناعته بأن الادخار أهم من الاستثمار، ومن أجل تعزيز دور شركة الجزيرة كابيتال في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني.
يوجد لكل سوق قادته وقباطنته وركائزه، في الصف الأول يتموضع بينهم “زياد أبا الخيل”، يستمع لموسيقاه المفضلة المكتوبة بلغة الأرقام والمؤشرات، يقرأ رواياته الأقرب إلى قلبه “الاستحواذ” و “الطرح العام” و “تطوير المصرفية” و “أصدار الصكوك”و”خدمات التمويل”و”أدارة الأصول” بينما عينه تمتد من نافذة مكتبه على الشركات المنافسة والمخاطر القادمة.
وضعت تقلبات الأسواق على مكتب زياد أبا الخيل ملفات جديدة في مقدمتها ( الأمن السيبراني والوعي الاستثماري والصناديق العقارية ) وجميعها واجب الإنجاز توافقاً مع “توسيع قاعدة العملاء” بصفتها هدف لا يتوقف إلا عند من أراد موتاً مبكراً.
كان”أفضل رئيس تنفيذي لشركة مالية سعودية” بتوقيع ( انترناشيونال فاينانس العالمية) عام 2016 م، أحد الإضاءات العابرة بطريق زياد أبا الخيل، أما أكبر مصابيحه فهو الاندماج الواضح له في تجويد أسواق السندات والصكوك وأدوات الدين، كذلك أبحاث ودراسات الأسواق، وإيمانه بأهمية إلتفات الشركات العائلية إلى اعتناق أفكار وتطبيقات ” المساهمة”، بينما ولعه الواضح بتحفيز شركات الوساطة وزيادة استثمارات المرأة ينضح في لقاءات صحافية متعددة له.
جاء زياد أبا الخيل من كوكب الهندسة المدنية، بيقينها تجاه (توظيف قوى وموارد الطبيعة لخدمة الانسان، تقديم تسهيلات للمجتمعات، تحسين الاقتصاد والصناعة وجودة الحياة ..الخ) المرتكزة على معادلات الوزن والكتلة والتكامل والتناسق وصولاً إلى غاية التطور الحضاري بعمومه، بناء حياة.
وعبر المهندس زياد في مدار “شركة أندرسون للاستشارات” كانت أحد الخمسة الكبار في تخصصها (التدقيق والمحاسبة والضرائب والاستشارات المالية والقانونية) ثم بقوة القانون الأمريكي خرجت “أندرسون” من الأسواق بعد صمود دام زاد عن مائة وخمسين عام.
خرجت “أندرسون” و دخل زياد أبا الخيل إلى غرف صناعة القرار في بنك الجزيرة، ثم “شركة الجزيرة كابيتال”، رئيساً تنفيذياً وروحاً تبث الحياة في فريق عمله وطموحات شركته وصولاً إلى اسم بحجم علامة تجارية خاصة به “زياد أبا الخيل”.
يتواجد أبا الخيل حالياً في كوكب الهندسة المالية، مستجيباً إلى غاياتها “توليد أوراق مالية”: العملية الكمّية التحليلية المصمّمة لتحسين العمليات المالية، استنباط وسائل أو أدوات مالية جديدة لمقابلة احتياجات المستثمرين أو طالبي التمويل، التفاوض، التحوط، استراتيجيات المخاطر، تنفيذ لنماذج الكمية، البرامج التقنية والمشتقات، أيضاً تحليل الأسواق المالية، تسعير الخيارات، كذلك زراعة كل أدوات المال في خدمة اقتصاد البلاد والعباد، وكل ذلك قليل من كثير المهندس زياد أبا الخيل.