قام «بي إن بي باريبا»، أكبر بنك فرنسي مدرج، بعمل نادر لا يقدم عليه أي بنك أوروبي عبر إضافة شركات في الوقت الحاضر، حيث تقيده قواعد رأس المال من إبرام الصفقات، بعد استحواذه على أنشطة صندوق التحوط التابع لـ«دويتشه بنك».
ويسعى البنك الفرنسي في النهاية إلى الاحتفاظ بحوالي 300 مليار دولار من أموال صناديق التحوط، أو الأرصدة في لغة الصناعة، ويقارن هذا المبلغ بـ 500 مليار دولار التي تشرف عليها «جي بي مورغان تشيس» كواحدة من رواد السوق، ويتطلع البنك الأمريكي إلى تريليون دولار.
ووفقا لتقرير نشرته وكالة «بلومبرج»، فإنه ليس هناك من خطأ ما يدفع «بي إن بي باريبا» في استيعاب منافس أكبر مع قاعدة عملاء كثيفة هو إحدى الطرق لمحاولة إنقاذ قسم صناديق التحوط الخاص به، ومنع منافسيه من التقاط عملاء «دويتشه» أنفسهم.
ومع ذلك، فإن صراعات البنك الفرنسي في هذا المجال تثير التساؤل حول مدى سهولة دمج الوحدتين، ناهيك عن التوسع.
وتراجع الدخل من ذراع الأسهم في «بي إن بي باريبا» وعملياتها في خدمة صناديق التحوط (التي تتواجد في أحد أقسام البنك) للربع الرابع على التوالي في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر بانخفاض 15٪ هذه المرة. وتم تعويض انخفاض إيرادات مشتقات الأسهم جزئيًا بزيادة طفيفة في أعمال صناديق التحوط.
ولا شك أن هذه إشارة من «بي إن بي باريبا» إلى أن الاستيعاب التدريجي لوحدة «دويتشه» يشجع بالفعل المزيد من صناديق التحوط على البدء في استخدام البنك الفرنسي.
ويستحوذ «بي إن بي باريبا» على منصات التداول الإلكترونية لدويتشه بنك، ويريد أن يتعطل أكبر عدد ممكن من عملاء المقرض الألماني، ويهدف خلال عام إلى أن تصبح واحدة من أفضل أربع شركات وساطة في العالم (أي صناديق تحوط الخدمات) وفقًا لتقرير بلومبرج نيوز.
وبالنسبة للمقرض الفرنسي، فإن الشعار الطويل بدأ للتو. بينما سيتم الانتهاء من عملية الاستحواذ في نهاية عام 2019 ، إلا أن الأمر سيستغرق عامين آخرين لما يصل إلى ألف موظف من دويتشه للانتقال إلى «بي إن بي باريبا».
بعد شراء أنشطة الوساطة الرئيسية لبنك أوف أمريكا في عام 2008، ظل «بي إن بي باريبا» يركز على عملاء الولايات المتحدة. يجب أن يجلب دويتشه المزيد من العملاء الآسيويين والأوروبيين ، ويجب أن تسمح تقنية التداول الخاصة به لـ «بي إن بي باريبا» بالبحث عن عملاء الصناديق الكبيرة.