الخميس 18 رمضان 1445هـ 28-مارس-2024م
ADVERTISEMENT

‏دعم صناديق ⁧‫رأس المال الجريء‬⁩ للشركات الناشئة‬⁩ في الجائحة لعب دوراً مهماً في سد فجوة الخدمات

متابعة ورصد : محمد العمر

انتعشت أداء الشركات الناشئة المدعومة من صناديق رأس المال الجريء في المملكة العربية السعودية أثناء تفشي أزمة كورونا، وسط قفزة في الطلب على الخدمات الالكترونية وخدمات التوصل للمنازل.

وفي هذا الصدد، قال رؤساء تنفيذيون في جلسة حوارية افتراضية نظمتها صحيفة «صناديق» الاقتصادية، إن هذه الفترة تتيح فرصا ذهبية لرواد الأعمال تتمثل في سد الفراغات التي خلقتها الجائحة في كثير من القطاعات.

وأضافوا أن الجميع ينظر للمملكة كصاحبة فرص كبيرة للاستثمار في مجال ريادة الأعمال.

وفي هذا الصدد، قال عمر المجدوعي، الرئيس التنفيذي لصندوق «RAED VENTURES»، إن الشركات الناشئة والتقنية كان لها دورا كبيرا خلال الفترة الماضية جاء أبرزها بشركات توصيل المنازل، والتجارة الالكترونية والتي انتعشت خلال فترة تفشي وباء فيروس كورونا.

وتابع: «كل هذه الأشياء حدث لها طفره كبيرة خلال الأزمة، وإذا لم تكن هذه الشركات التقنية موجودة ما تمكن الأفراد من الحصول على احتياجاتهم في ظل إجراءات الإغلاق«.

وقال المجدوعي إن قطاع التسلية الالكترونية وقطاعات غير مباشرة استفدت أيضا من الأزمة مثل اللوجيستيات كقطاع الشحن وتوصيل الأشياء، مضيفا: «هذه كله بسبب وجود رواد أعمال جيدين بدأوا أعمالهم منذ أكثر من 5 سنوات«.

وأوضح أنه خلال الثلاث السنوات الماضية حدثت مكتسبات كبيرة في المملكة نتيجة لرؤية 2030 التي تدعم رواد الأعمال ومن أهم المبادرات شركة رأس المال الجريء وصندوق الصناديق في صندوق الاستثمارات العامة، مؤكدا أن هذا جعل الجميع ينظر للمملكة كصاحبة فرص كبيرة للاستثمار في مجال ريادة الأعمال.

استراتيجية الاستثمار

وذكر المجدوعي، أن استراتيجية الاستثمار لم تتغير ولكنها تسارعت وكل الفرضيات السابقة أكدت أن السوق قد يتحول إلى رقمي، لذلك فإن ما حدث في الجائحة كان متوقعاً.

وقال إن عمليات التجارة الالكترونية والتعليم عن بعد تسارعت بقوة، في المقابل حدث تغير طارئ بقطاعات مثل السفر أو الترفيه (باستثناء الترفيه الالكتروني) وكلها أشياء طارئة ستعود إلى طبيعتها بعد انقضاء الجائحة.

وأكد أن الشركات الرائدة السعودية أثبتت قدرتها على التحمل والإنجاز، لافتا على أن النمو حدث في بعض القطاعات بنسب 400 و500% وهو أمر قد لا يمكن تحمله ولكن الشركات الناشئة تحملت المسئولية، والشركات الصغيرة والمتوسطة كانت قادرة على استيعاب الطلب المتزايد الكبير أكثر من الشركات الكبرى وكانت فرصة جيدة للشركات أن ترجع لمسارها.

وأكد المجدوعي على أن هذه الفترة فرصة ذهبية لرواد الأعمال لسد الفرغات الكبيرة التي خلقتها الجائحة في الكثير من القطاعات.

مرحلة تحول

من جانبه قال قيس العيسى، الرئيس التنفيذي لصندوق «Vision Ventures»، إن المملكة مرت بمرحلة تحول اقتصادي على جميع الأصعدة، وأصبحت منتجة أكثر بعد أن كانت تعتمد على النفط، مشيراً إلى أن رؤية المملكة تحولت إلى اتجاه بناء القدرات وبناء الانسان، وهو ما بدأنا رؤيته في العديد من الشركات، مثل شركات رأس المال الجريء وصندوق الصناديق وبالتالي أضافت قيمة قوية ودعمت الجميع في الاستثمار في هذا الاتجاه.

وأشار العيسى إلى أن الاستثمارات بشركات رأس المال الجريء بالمملكة ذات قيمة، وأصبح تسير الاستثمارات في منظومة مترابطة أدت إلى تقدم ترتيب المملكة بالمؤشرات العالمية، وهناك رهان على الشباب وقدرة السعودية أن تكون قوة في المنطقة ككل بهذا القطاع.

وأضاف أن هناك قطاعات استفادت من التغير الذي حدث بالأزمة الأخيرة أهمها شركات توصيل الأطعمة والطلبات المختلفة، ثم الشركات التي تدعم هذا النوع من الخدمات مثل شركات الخدمات اللوجستية، ثم قطاع التعليم عن بعد الذي شهد قفزات كبيرة.

وقال العيسي، إن اللافت أيضا هو القفزة النوعية التي حدثت في التحول إلى الخدمات الإلكترونية والتي ساعدت في سد الفجوة نتيجة لعمليات الإغلاق نتيجة لتفشي وباء كورونا المستجد.

وكشف أن المنطقة تشهد قفزات نوعية خلال السنوات الماضية على صعيد استخدام الخدمات الالكترونية على مستوى كل القطاعات، ووصل ترتيب المملكة مستوى متقدما جدا، ويتقدم عام تلو الأخر وسيكون هذا أحد التأثيرات الإيجابية للجائحة.

وقود المستقبل

وأضاف الرئيس التنفيذي لصندوق «Vision Ventures»، أنه من الأمور الهامة النقطة الأولى مبدأ رأس المال الجريء وأهمية الاستثمار في الشركات الناشئة فهي وقود المستقبل والقادرة على تغير من منظومتها ومواكبة التغيرات الكبيرة التي حدثت على خلال الشركات الكبرى، وأصبحوا قادرين على مواجهة الطلب المتزايد.

وتابع العيسي: «الطلب المتزايد كان نعمة ونقمة في نفس الوقت، كانت نعمة في عدد المستخدمين ولكن الأزمة كانت في القدرة على مواكبة الحاجة في طلبات السوق وسد هذه الطلبات وأيضا المسئولية الاجتماعية للشركات«.

وقال إن التأثير كان إيجابيا فالمستهلكون تعرفوا على الكثير من التطبيقات، وهو ما أدى إلى حدوث قفزه نوعية وفرصة ذهبية لرواد الأعمال للبحث عن المشكلات لإيجاد لها حلول.

التوسع بالتكنولوجيا

وعلى ذات الصعيد، قال أحمد الجبرين، الشريك الاستثماري في صندوق «500 Startups»، إن جائحة كورونا سارعت في عملية التوسع باستخدامات التكنولوجيا في قطاع الأعمال، وزادت المستثمرين بهذا القطاع داخل المنطقة خاصة في السعودية.

وأضاف الجبرين أنه منذ دخول الانترنت ظهرت خدمات جديدة من خلال تواجد الهواتف الذكية وأصبح الوصول للخدمات أسهل لكن صناعة الاستثمار الجريء في المنطقة الهدف منه دعم رواد الأعمال وإيجاد عوائد مادية تقريباً 10 أضعاف إلى مائة ضعف.

وكشف عن استثمار صندوق «ستارت آب 500» استثمر في أكثر من 10 فرص منذ بداية الجائحة، كما يبحث لتغيير كبير في الاستراتيجية ودعم الشركات التي تم الاستثمار فيها مسبقاً لدعمها مادياً، مشيرا إلى أن أغلب الصناديق الجريئة دعمت الشركات التي استثمرت فيها سابقا.

نمو متسارع

بينما يرى سامي الحلوة، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «نعناع دايركت»، أن قطاع الشركات الناشئة في السعودية يشهد نمواً متسارعاً مع توافر عناصر النجاح التي تكاد تكون مكتملة في السوق السعودي لما فيه من صناديق ضخمة تدعم الشركات ومستهلك مستعد لتبنى التقنية بشكل مستمر، وهناك بعض الشركات تعاني بعض الشيء من التنافس على الكوادر لكن معظم عوامل النجاح موجودة.

تغير سلوك المستهلك

وقال الحلوة، إنه أثناء جائحة كورونا ظهرت تغيرات كبيرة في سلوك المستهلك وكانت أمام الشركات مسؤولية اجتماعية، وأصبحت الحاجة إلى التسوق الإلكتروني أمراً أساسياً، ولكن طبيعة رائد الأعمال دائما يبحث عن تحويل المشكلة إلى فرصة تجارية وينتهز التحول في سلوك المستهلك ونمو الطلب عند المستثمرين.

ولفت إلى أنه بالنسبة لبيئة ريادة الأعمال فإن معظم صناديق الاستثمار أهدافها استراتيجية أكبر من أنها تتأثر في مدة عام أو عامين، موضحا أن الشركات التي تقدم أداء جيداً هي فرصة استثمارية أمام الصناديق.

وأضاف الحلوة أن المنافسة هي حاجة مستمرة وصحية بأي قطاع والعبرة بجودة الخدمات المقدمة، كل واحد في السوق له ميزة تنافسية مثل السرعة والتنوع مثل السوق الأمريكي وغيره.

وأوضح أن السوق السعودية يقدر بأكثر من 120 مليار ريال ومتنوع وبه تحديات، ويعتبر التحدي الأكبر ليس بالتنافسية ولكن في إقناع العميل وإبقاؤه في الشراء أونلاين.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «نعناع دايركت»: «كلما زاد المنافسين تزيد قدرتهم على إقناع العملاء في الشراء أونلاين وريادة السوق تعطى أفضلية لمن يقدم جودة أفضل«.

وأكد الحلوة أن تطبيق نعناع يعتمد على توفير أشخاص مدربين على العمل بالميدان يعطوا خيارات مختلفة وتنوع الاختيار للمستهلكين، مشيرا إلى التواجد في السعودية بداية وتؤهل للعمل في الأسواق الأخرى وقريبا نرى نعناع في أسواق خارجية أخرى.

فشل المشاريع

ورداً على سؤال حول كيفية التعامل من الصندوق مع المشاريع التي لم تنجح، قال عمر المجدوعى، إن الأمر يحتاج إلى تحليل عن سبب الفشل إذا كان متعلقا بالجائحة فقط وكل الأمور جيدة فهذه تحتاج إلى إنقاذ ومحاولة إلى التوازن للوصول إلى الأمان، أما إذا كانت الأسباب أخرى الأفضل أن تقفل هذه الشركة أفضل من بقائها دائما.

الطرح الأولي

وحول إذ دعم صناديق رأس المال الجريء لاكتتاب الشركات الناشئة السوق السعودي، يرى قيس العيسى، أنه من الأهداف الهامة لصناديق رأس المال الجريء هي التخارج واليوم من الأشياء المهمة كيف تتخارج من هذه الشركة فيما بعد وهناك عده طرق لذلك منها الاستحواذ عليها من شركات أخرى مثلما حدث مع «أوبر» ومن الطرق الأخرى التي نطمح إليها تتمثل بالطرح الأولي في سوق الأسهم.

وقال العيسي وهذا يتم بعده مراحل أهمها التمويل والدعم حتى تكبر الشركة الناشئة حتى تستطيع أن تطرح في سوق الأسهم طرح أولى.

وأجاب أحمد الجبرين على سؤال حول «لماذا لا يوجد شركات ريادية خرجت للخارج؟»، بأن السوق السعودي أكبر سوق في المنطقة أي شركة سعودية هدفها الأساسي أن يكون لها نسبة كبيرة في السوق السعودي وهناك شركات فعلية خرجت للخارج مثل شركة «فودكس» التي توسعت في الإمارات، ولكن مازلنا في بداية المرحلة والهدف الأساسي هو السوق المحلي.

وأضاف أن المعوقات التي تعوق ذلك هي إن الانتقال من دولة لأخرى يحتاج إلى دعم وتمويل، والأمر ليس سوق عشوائي إنما يحتاج إلى دراسة للسوق الجديد الذي يتم الخروج والاستثمار فيه.

وقال الجبرين إن الشركات الناشئة يجب أن تنظر في التوسع بشكل منطقي وعدم التسرع حتى لا يحدث فشل سريع، فمثلا شركة «دوبيزل» الإماراتية حاولت الدخول في السوق السعودي بشكل سريع ولكنها ما تمكنت من الحصول على منافسة جيدة وأغلب مصاريفها كانت في الإعلانات وهي منافس حقيقي لشركة «حراج» التي تعرف جيداً السوق السعودي ومتطلباته، مضيفا: «الأموال فقط لا تكفي للتوسع ولكن المهم فهم لماذا يفضل المستخدم شركة عن غيرها«.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *