أعلن صندوق الشراكة بين دولة الإمارات ودول الكاريبي للطاقة المتجددة بدء عمليات إنشاء محطة للطاقة النظيفة مقاومة للأعاصير في أنتيغوا وباربودا وذلك بهدف مساعدتها على التعافي من الآثار المدمرة لإعصار “إيرما” الذي تعرضت له الجزيرة في عام 2017.
جاء ذلك في إطار صندوق الشراكة بين دولة الإمارات ودول الكاريبي للطاقة المتجددة البالغ قيمته 50 مليون دولار و يعد ذلك أكبر استثمار في مجال الطاقة المتجددة على مستوى المنطقة وهو ثمرة شراكة بين كل من وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وصندوق أبوظبي للتنمية، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، بحسب وكالة أنباء الإمارت.
و أشاد سلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية و التعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية، بهذه الخطوة التي تسهم في توطيد العلاقات التي تربط دولة الإمارات بدول البحر الكاريبي وترسيخ مكانة الدولة كواحدة من أكثر دول العالم سخاء في تقديم المساعدات الخارجية.. مشيرا إلى أن توقيع اتفاقيات الأعمال الهندسية والتوريد والإنشاء الجديدة تسهم في دعم تحقيق سياسة المساعدات الخارجية لدولة الإمارات 2021 المتمثلة في تعزيز السلام والازدهار على المستوى العالمي.
وقال: “تلعب الطاقة المتجددة دورا رئيسيا في تعزيز أمن الطاقة ضمن الأسواق الناشئة خصوصا في دول الجزر الصغيرة التي تكون عرضة لتبعات التغير المناخي .. وتسهم المشاريع في هذا المجال في ضمان مستقبل أكثر استدامة وتلبية احتياجات سكان أنتيغوا وبربودا، فضلا عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورفع مستوى معيشة جميع فئات المجتمع لا سيما النساء والشباب”.
من جانبه، قال محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية إن مبادرة صندوق الشراكة الإماراتي – الكاريبي لدعم مشاريع الطاقة المتجددة يعتبر واحدا من أهم مبادرات الطاقة المتجددة في منطقة البحر الكاريبي التي يمولها الصندوق بالتعاون مع شركائه الرئيسيين وهم وزارة الخارجية والتعاون الدولي وشركة مصدر.
وأشار إلى أن المبادرة تأتي كذلك في إطار حرص الصندوق على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الدول النامية ومساعدتها على تجاوز التحديات التنموية التي تواجهها في قطاع الطاقة وصولا إلى تنمية اقتصادية مستدامة.
وأضاف: ” يدعم المشروع الممول من قبل الصندوق حلول الطاقة المتجددة في توفير طاقة مستدامة تلبي احتياجات سكان أنتيغوا وباربودا، وبالتوازي مع مساهمتها في إحداث تأثير إيجابي على بقية القطاعات الأساسية في البلاد”.
ولفت إلى أن هذا النوع من الاستثمارات ستكون له انعكاسات إيجابية سواء على الاقتصاد المحلي أو اقتصادات الدول الشريكة، لاسيما في ظل التأثيرات السلبية التي أحدثها فيروس “كورونا” المستجد على الاقتصاد العالمي.
من ناحيته، أكد محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة “مصدر” أن من شأن هذا المشروع المعقد من الناحية الهندسية، إعطاء دفعة مهمة لاقتصاد جزيرة أنتيغوا وباربودا في هذه الأوقات الصعبة، ومساعدتها على تحقيق أهدافها للتنمية المستدامة.
و قال الرمحي: “سيجسد مشروع باربودا مدى أهمية دور الطاقة المتجددة في تسريع النمو الاقتصادي وتحقيق فوائد ملموسة للمجتمعات المحلية مثل تقليل اعتمادها على وقود الديزل مرتفع الثمن، وتوفير فرص العمل، وتعزيز المهارات وبناء القدرات.. وعلاوة على ذلك، يجسد هذا المشروع أهمية التعاون بين عدة دول لتحقيق هدف مشترك يتمثل في تقديم الدعم الإنساني للمجتمعات المحتاجة والعمل من أجل بناء عالم أفضل”.
و قال روبن ييروود، وزير مسؤول عن ملف الطاقة في أنتيغوا وباربودا: “يمثل هذا المشروع فرصة قيمة لتوفير مصدر مهم للطاقة الشمسية في دولة باربودا وفق أسس تدعم جهودنا لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.. ويعكس في الوقت نفسه التزام كل من دولة الإمارات، وأنتيغوا وباربودا، ونيوزيلندا، وشركائنا في صندوق مجموعة الكاريبي للتنمية /كاريكوم/ بالعمل على تطوير مشاريع طاقة مقاومة للظروف المناخية الصعبة”.
و أضاف ييروود: “يقدم هذا المشروع المبتكر لباقي الجزر و المجتمعات في هذه المنطقة مثالا مهما على كيفية تطوير مشاريع طاقة متجددة تتماشى مع الجهود العالمية لمكافحة أزمة التغير المناخي”.
يجري تطوير مشروع باربودا بتمويل مشترك من دولة الإمارات ونيوزيلندا وصندوق مجموعة الكاريبي للتنمية، وبتنفيذ من شركة مصدر..وتم استكمال أعمال تمهيد الموقع وتقييم التأثير على الشبكة والدراسات الجيوتقنية لهذا المشروع الذي سيدعم جهود جزيرة أنتيغوا وباربودا للتعافي بشكل مستدام وتوفير فرص عمل جديدة.
و تقود “مصدر” عملية تصميم وتنفيذ المشروع، الذي سيساهم عند استكماله في تحقيق هدف أنتيغوا وباربودا المتمثل في توفير 15 بالمائة من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
ويتضمن المشروع إنشاء محطة طاقة تعمل بالديزل بقدرة 800 كيلووات و محطة طاقة شمسية كهروضوئية هجينة بقدرة 720 كيلووات/ للذروة .. كما يزود المشروع بنظام بطارية بطاقة استيعابية تبلغ 863 كيلووات/ساعة لتخزين فائض الطاقة الكهربائية الذي يتم توليده.
ويهدف صندوق “الإمارات-الكاريبي” للطاقة المتجددة إلى إقامة مشروعات في 16 دولة كاريبية ضمن ثلاث دورات تمويلية وذلك للمساعدة في الحد من تكاليف الحصول على الطاقة، وتوفيرها على نطاق أوسع، وتعزيز قدرتها على مواجهة الظروف المناخية.
وفي مارس 2019، تم في إطار هذه المبادرة تدشين مشاريع طاقة نظيفة في كل من جزر الباهاما، وبربادوس، وسانت فنسنت وغرينادين.