الخميس 9 شوال 1445هـ 18-أبريل-2024م
ADVERTISEMENT

صناديق التحوط تعزز مراكز أسهم التكنولوجيا قبل إعلانات أرباح «أبل» و«أمازون»

صناديق - وكالات

عادت صناديق التحوط مرة أخرى لتقع في حب عمالقة التكنولوجيا بعد أن أمضت الأشهر الأخيرة من العام الماضي في تقليص ملكيتها لهذه الأسهم.

ولكنها عادت للشراء قبل أيام فقط من وصول أرباح شركات مثل “أبل إنك” و”أمازون.كوم إنك”، في إشارة إلى تفاؤل المستثمرين المحترفين بأرباح القطاع.

وفي يوم الثلاثاء الماضي، حققت شركات صناديق الاستثمار أكبر صافي شراء لها خلال شهر واحد، وفقا للبيانات التي جمعتها شركة الوساطة الرئيسية لمجموعة “غولمان ساكس غروب إنك”. ونتيجة لذلك، قفز صافي أصول الاستثمار في أسهم شركات التكنولوجيا الضخمة في واحدة من أسرع المعدلات في السنوات الأخيرة.

ويعكس اهتمامها المتجدد الثقة في قوة أرباح مجموعة جرى التأكيد على مرونتها خلال جائحة كوفيد-19. فمن المتوقع أن تسجل شركات (المجموعة) الخمس الكبرى “فيسبوك إنك” و”أبل” و”أمازون” و”مايكروسوفت كورب” و”ألفابت إنك” الشركة الأم لشركة “غوغل”، نموا في الأرباح أسرع من بقية السوق للربع الثاني عشر على التوالي، وفقا لتقديرات المحللين التي جمعتها “بلومبرغ إنتليجينس”.

فرص نمو قطاع التكنولوجيا

قال “جورجيو كابوتو”، كبير مديري الصندوق في شركة “جيه أو هامبرو كابيتال مانجمينت” (J O Hambro Capital Management): “لمجرد أننا خرجنا من الجمود الاقتصادي المرتبط بكوفيد-19، فإن هذا لا يعني أن اتجاه الرقمنة والبرمجيات والأتمتة سيختفي”. تابع: “تتمتع العديد من شركات البرمجيات وشركات الإنترنت تلك بمكانة جيدة جدا مع استمرار تحول الإعلانات إلى الإنترنت، واستمرار الشركات في الانتقال إلى خدمات الحوسبة السحابية”.

فعززت صناديق التحوط التي تتبعها “غولدمان ساكس” من أصولها في شركات التكنولوجيا العملاقة ، حيث تفوقت نسبة مراكز الشراء على مراكز البيع (مؤشر للثقة في أسهم شركة أو قطاع ما) في مجموعة الشركات (المشار إليها آنفا) إلى 20.5% بدلا من نسبتها المنخفضة 14% في وقت سابق من الشهر الجاري.

وفي حين أن هذا الاتجاه يشابه مستويات الذروة التي شوهدت العام الماضي، فإنها تتعارض مع الفكرة السائدة على نطاق واسع بأن عمالقة التكنولوجيا لن يكونوا قادرين على الحفاظ على مكاسبهم القوية مع اتساع نطاق الانتعاش في السوق.

ومن بين أولئك الذين أصبحوا أكثر حذرا بشأن التكنولوجيا، كان “شون داربين” من شركة “جيفيرس” (Jefferies ) و”سافيتا سوبرامانيان” من شركة “بنك أوف أمريكا كورب”. وفي استطلاع هذا الشهر، قال مديرا الثروة بالبنكين إنهما خفضا مخصصات التكنولوجيا إلى أدنى مستوى لها في عامين مع ضخ الأموال في البنوك الصغيرة وشركات رأس المال المحدودة وأسهم الطاقة، وهي الشركات التي يعتقد أنها الأكثر استفادة من الانتعاش الاقتصادي.

خطوة تكتيكية

بالنسبة إلى جين غولدمان ، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة “سيترا فاينانشال غروب” (Cetera Financial Group)، فإن الاندفاع الأخير من قبل صناديق التحوط نحو شراء التكنولوجيا من المحتمل أن يكون خطوة تكتيكية للاستعداد لمفاجآت الأرباح الإيجابية في الأسابيع المقبلة. وقال: “بالنظر إلى هذه الشركات العملاقة من منظور أوسع، فإنها تواجه رياحين معاكستين رئيسيتين هما، معدلات فائدة أعلى محتملة تضر بالأسهم ذات القيمة العالية واللوائح التنظيمية الحكومية المشددة”.

وأضاف: “هناك تفاؤل على المدى القريب ، مثل الحماس في الآونة الأخيرة تقريبا”. وأشار: “يأتي التفاؤل قبل ارتفاع الأسعار وأي مخاوف بشأن شركات التكنولوجيا الكبيرة مع حكومة (أمريكية) تنتمي للحزب الديمقراطي تهدئها”.

يأتي خروج الأسهم للتداول بعيدا عن المضاربة في أسهم شركات استفادت من البقاء في المنزل (إجراءات الإغلاق جراء تفشي وباء كورونا أمر منطقي وسط التقدم في اللقاحات والمساعدات الحكومية. ومن المتوقع أن تتعافى أرباح قطاعات أخرى سريعا، بداية من الطاقة إلى الصناعات مرة أخرى هذا العام، مما يؤدي إلى تحقيق معدلات نمو أسرع في مؤشر “ستاندرد آند بورز 5”.

لكن ارتفاع شركة “نتفليكس إنك” بنسبة 17% يوم الأربعاء على خلفية النتائج الهائلة هو تذكير بخطر الخروج المبكر للغاية. وسجل مؤشر “ناسداك 100” للشركات التكنولوجية الكبرى أحد أفضل أسابيعه بالمقارنة بالشركات ذات رأس المال المحدود في الأشهر الأخيرة، حيث ارتفع بنسبة 4.4% وهو ضعف مكاسب مؤشر “راسل 2000” (مؤشر للشركات الصغيرة).

توقعات الأرباح

في حين أنه من المتوقع أن تتتبع أرباح شركات التكنولوجيا سوق الأسهم هذا العام والعام المقبل، فهي شهادة على مدى قوة أدائها خلال ركود عام 2020. على سبيل المثال، من المرجح أن يتراجع النمو في الأرباح المجمعة لشركات التكنولوجيا الخمس الكبرى بدءا من الربع المقبل. ومع ذلك، تقدر أرباحهم لعام 2021 بنحو 224 مليار دولار، وستكون أعلى بنسبة 31 % مما حققته في عام 2019 ، أي العام الذي يسبق انتشار الوباء وهو ما يمثل أربعة أضعاف نمو الشركات الأخرى في مؤشر ” ستاندرد آند بورز 500 ” خلال تلك الفترة.

حتى نوبة التوسع هذه بمستوى أقل من المتوسط العام من المرجح أن تكون قصيرة الأجل. ووفقا لتقديرات المحللين، سيستعيد عمالقة التكنولوجيا تفوقهم في أوائل العام المقبل.

قالت “نيلا ريتشاردسون”، كبيرة الاقتصاديين في شركة “أيه دي بي” (ADP): “اتجاه العالم نحو أمازون (نموذج التجارة الإلكترونية)، والحاجة إلى اتصال الإنترنت الرقمي والاتصالات الرقمية، لن يختفي حتى مع تحسن الاقتصاد”. تابعت “هناك اعتراف متزايد بأن هيمنة التكنولوجيا لا تزال قائمة”.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *