السبت 11 شوال 1445هـ 20-أبريل-2024م
ADVERTISEMENT

انهيار «أركيغوس» يقفز بأرباح صندوق تحوُّط صيني 120%

صناديق - وكالات

حقق صندوق تحوّط يركز على الصين، بقيادة هنري ليانغ، البالغ من العمر 30 عاماً، والذي بدأ التداول عندما كان مراهقاً، عائداً بنسبة 120% في الربع الأول من 2021. ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى إنهيار صندوق “أركيغوس كابيتال مانجمنت” (Archegos Capital Management) المملوك لـلمستثمر المخضرم، بيل هوانغ .

ليانغ، أفصح في مقابلة عبر الهاتف، بأن الرهانات الصعودية على منصتي تكنولوجيا مالية صينيتين لإقراض المستهلكين، مثلت أكثر من نصف العائد ربع السنوي لصندوق “سيهوك تشاينا ديانامك” (Seahawk China Dynamic Fund) المملوك له. فيما جاءت المكاسب الإضافية من الرهانات الهبوطية ببيع حصص في “سلة فقاعات” لشركات الاقتصاد الجديد المبالغ في قيمتها، بما في ذلك شركة “جي إس أكس تيكيدو” (GSX Techedu)، وهي شركة تعليم صينية عبر الإنترنت تدهورت بفعل البيع الإجباري لأسهم الشركات التي كان يستثمر فيها صندوق “أركيغوس”.

نمو مضاعف

قفزت الأرباح بقيمة أصول صندوق “سيهوك” لأكثر من الضعف، لتصل إلى حوالي 700 مليون دولار. وأعاد ليانغ 120 مليون دولار للمستثمرين هذا العام، وذلك لإدارة وتيرة نمو الأصول والحفاظ على الأداء. وارتفع مؤشر بلومبرغ، الذي يتتبع صناديق التحوط بكافة الاستراتيجيات بنسبة 4.6% في الربع الأول. بينما ارتفع مقياس صناديق التحوط التي تركز على الصين بنسبة 1.5%، وفقاً لشركة “يوريكا هيدج بي تي إي” (Eurekahedge Pte).

بدون تحمل عبء التمحيص من قبل المستثمرين المؤسسيين الذين لا يحبذون المخاطرة، تمكن صندوق “سيهوك” من وضع رهانات مركزة لعملائه الأثرياء للغاية من البر الرئيسي الصيني وهونغ كونغ، بما في ذلك أتباع ليانغ القدامى منذ أيام دراسته الجامعية.

يسلط منهج ليانغ الضوء على كيفية أن مديري الأصول الأجنبية ذوي الشهية المنخفضة للمخاطرة يكافحون لخطب العملاء الصينيين الأثرياء، الذين هم على استعداد لتحمّل الخسائر قصيرة الأجل في سبيل تحقيق مكاسب ضخمة.

رهانان ناجحان

بدأ صندوق “سيهوك” بشراء أسهم في شركة “فين فوليوشن غروب” (FinVolution Group) بالربع الثالث من عام 2019 وفي شركة “360 ديجيتك” (360 DigiTech) بالربع الأول من عام 2020، مضيفاً المزيد على مدار العام عندما كانت أسعار أسهم هذه الشركات تتراجع.

راهن ليانغ، على كِلا الشركتين، ومقرهما شنغهاي، يتمتعان بميزة تفضيلية لناحية إدارة المخاطر، ومن شأن ذلك مساعدتهما على الخروج كفائزين من الحملة الصينية القائمة منذ سنوات على الإقراض عبر الإنترنت.

أدى تشديد الإجراءات التنظيمية من قبل السلطات الرقابية الصينية إلى زوال منصات الإقراض “من نظير إلى نظير ” عبر الإنترنت، والتي وصل عددها في السابق إلى أكثر من 5 آلاف، وفقاً لبيانات من لجنة تنظيم البنوك والتأمين الصينية. بينما تعمل شركتي “فين فوليوشن” و”360 ديجيتك” وفق نطاقٍ مختلف، وذلك باستخدام التكنولوجيا لربط المقترضين مع المؤسسات المالية المقرضة.

تضاعفت أسعار أسهم الشركتين على الأقل هذا العام، في وقتٍ يُعدُّ صندوق “سيهوك” الآن من بين أكبر المساهمين في شركة “فين فوليوشن” بحصة 13.5% حتى نهاية فبراير، استناداً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

سلة الفقاعة

عزز صندوق “سيهوك”، في شهر فبراير الماضي، بطريقة كبيرة الرهانات الهبوطية ضد “سلة الفقاعة” بائعاً حصصه فيها، بما في ذلك شركتي تصنيع السيارات الكهربائية “تسلا” (Tesla) و”نيو” (Nio)، فضلاً عن شركة تعليم الدورس الخصوصية عن بعد “جي إس أكس تيكيدو”، وشركة التكنولوجيا المالية “وان كونكت فاينانشال تكنولوجي” (OneConnect Financial Technology)، وصانعة الألعاب “بوب مارت إنترناشيونال غروب” (Pop Mart International Group)، ومنصة تشغيل الفيديوهات القصيرة “كويشو تكنولوجي” (Kuaishou Technology).

كتب هنري ليانغ، في نشرته الداخلية للربع الأول: “لقد امتدت فقاعة الاقتصاد الجديد إلى مستوى غير مسبوق، حيث يصعب تبرير تقييم سوى عدد قليل جداً من أسهم الإنترنت وخدمات المستهلكين، حتى مع أكثر الافتراضات جموحاً لمدة 10 سنوات “.

أدى انهيار “أركيغوس” إلى قيام وسطائه الرئيسيين ببيع أسهم الشركات المتضمنة في الصندوق، بما في ذلك “جي إس أكس تيكيدو”، حيث ساهم ذلك في تراجع السهم بأكثر من 80% من أعلى مستوى له هذا العام، الأمر الذي أدّى إلى تعاظم أرباح ليانغ.

الإيمان بالصغار

غطى صندوق “سيهوك” إلى حد كبير عمليات البيع على المكشوف لأسهم شركات الاقتصاد الجديد، بموازاة عدم تقليص رهاناته الصعودية على شركتي “فين فوليوشن” و”360 ديجيتك”، حتى عندما تراجعت أسهمهما بنسبة 30% على الأقل من أعلى مستوياتها هذا العام في منتصف شهر مارس الماضي.

يعتقد ليانغ، أن إجراءات مكافحة الاحتكار الصينية يمكن أن تفيد اللاعبين الأصغر، لاسيما أقوى المنافسين من المستوى الثاني لعملاق التكنولوجيا المالية “آنت غروب” (Ant Group)، والتي ليست في الوقت عينه جزءاً من منصات أكبر.

لكن لا يشاركه الجميع في تفاؤله، حيث يتوقع محللو مجموعة “جيفرز فاينانشال غروب” (Jefferies Financial Group) تباطؤ نمو منصات التكنولوجيا المالية من المستوى الثاني في المدى المنظور، مع سعى صانعي السياسة في الصين إلى الحد من تفاقم ديون الأسر بعدم تشجيع الاقتراض الاستهلاكي. وكتب المحللون في رسالة، أن الصين أصبحت تطلب من المنصات الحصول على تراخيص وبرسوم عالية لجمع البيانات الخاصة بتقارير الائتمان الشخصية التي تقدمها للبنوك، كما تحد القواعد الجديدة من جمع البيانات السلوكية.

بداية الحكاية

بدأ ليانغ، وهو من مواليد مدينة غوانزو “ومقره الآن هونغ كونغ، في تداول الأسهم عندما كان عمره 13 عاماً، باستخدام مصروف جيبه الذي يحصل عليه من والديه. خلال سنته الأخيرة في المدرسة الثانوية، بدأ في إدارة الأصول للعملاء الذين عثروا عليه من خلال تناقل الأحاديث عنه. وبحلول الوقت الذي أغلق فيه حسابات هؤلاء العملاء من أجل الانضمام إلى صندوق تحوط تابع لمجموعة “غولدمان ساكس” كمحلل، كان يُدير محفظة قيمتها 9 ملايين دولار بعائد سنوي يبلغ 25% تقريباً على مدى ست سنوات، على حد قوله.

بدأ صندوق “سيهوك” نشاطه في شهر أكتوبر 2017. ويجري تسويقه كصندوق اقتصاد كلي، يتمتع بالمرونة للاستثمار في كافة فئات الأصول التي تتراوح من الأسهم والسندات إلى العملات وعقود المشتقات المالية. ويؤمن ليانغ بأن السلالة الآخذة في الزوال من المستثمرين الجريئين، بما في ذلك جورج سوروس وستانلي دروكنميلر وجوليان روبرتسون هم قدوته. فعندما تخلص المستثمرون من السندات المُقوّمة بالدولار ذات العائد المرتفع لشركات العقارات الصينية خلال حركة التصحيح التي شهدتها السوق في شهر مارس 2020، انطلق للشراء، محققاً مكاسب تقارب 20% في ذلك الشهر. لم يكن الأمر كله بهذه السلاسة، حيث خسر الصندوق 11% من قيمته في 2019، بحسب نشرة إخبارية. وهو ما يحدو ليانغ إلى القول: “نحن بطبيعتنا نحب التناقض كثيراً.. ونحتضن التقلّبات”.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *