بعد اضطراب شركات التكنولوجيا.. شركات الاستثمار تراهن ضد أفضل صناديق «كاثي وود»

صناديق - وكالات

شكَّلت المتاعب التي واجهت “كاثي وود” في الآونة الأخيرة نعمة لبعض أقرانها في إدارة الأموال.

أظهرت بيانات الإفصاح للجهات التنظيمية أنَّ حوالي 24 مؤسسة للاستشارات الاستثمارية، بما في ذلك “بالياسني” لإدارة الأصول،، و وحدة تابعة لـمجموعة “بلاكستون”، اشترت عقودَ خيار البيع الهابطة خلال الربع الأول من 2021 في أسهم صندوق ” آرك انوفيشن” المتداول في البورصة، الذي يمثِّل الأداة الاستثمارية الرئيسية لشركة سيدة الأعمال “كاثي وود”.

على الرغم من أنَّ مديري الاستثمار غالباً ما يشترون عقود خيار البيع في صناديق المؤشرات المتداولة لحماية محافظهم الاستثمارية من تراجع السوق، إلا أنَّ الخيارات تكون عادةً مرتبطة بصناديق المؤشِّرات المتداولة غير المُدارة، مثل صندوق “اس بي دي آر” الذي يتتبَّع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500”.

يركِّز صندوق “آرك إنوفيشن” على التكنولوجيا، ونما بسرعة كبيرة جداً إلى 28 مليار دولار في منتصف فبراير 2021 من 1.9 مليار دولار في نهاية عام 2019، إذ رأى بعض المديرين أنَّ الصندوق المُدار بديل أفضل للوقاية من التراجع في سوق الأسهم خلال الجائحة.

“حقق صندوق ” آرك إنوفيشن” أداءً عظيماً على مدار عام 2020، وأوائل عام 2021.. ومع ذلك، يبدو أنَّ تدفُّقات الأموال إلى صناديق المؤشرات المتداولة سجَّلت مستوى مفرطاً”، وفقاً لردٍّ بالبريد الإلكتروني من إفريم كامين، رئيس شركة “بورا فيدا” للاستثمار، ومقرها نيويورك. في حين لم يرد ممثِّلو ” آرك انفسمنت مانجمنت” التابعة لـ”وود” على رسائل الهاتف والبريد الإلكتروني لطلب التعليق.

تقلبات أكبر

حقَّق صندوق ” آرك إنوفيشن”، المتداول تحت رمز (ARKK) عوائد بنسبة 153% في 2020، مدعوماً بالاستثمارات في “تسلا” الرائدة عالمياً في صناعة السيارات الكهربائية، و”زوم فيديو كوميونيكيششنز”.

بدأت استثمارات الصندوق ” تتدهور في منتصف فبراير، إذ دفعت علامات التضخم المستثمرين إلى التخلُّص من أسهم شركات التكنولوجيا لصالح أسهم القيمة التي من شأنها أن تستفيد من ارتفاع الأسعار، مثل البنوك وشركات التعدين.

أثبتت صناديق المؤشرات المتداولة أنَّها أكثر تقلُّباً من بعض صناديق المؤشِّرات التي عملت تقليدياً كوكيل لقطاع التكنولوجيا، مما يجعلها طريقة أكثر ربحية للمراهنة على هذه الأسهم أو التحوُّط من حيازة أسهم أخرى.

تراجع صندوق ” آرك” بنسبة 29% يوم الأربعاء الماضي من ذروته في 12 فبراير، في حين انخفض صندوق ” إنفسكو كيو كيو كيو” المتداول، الذي يتتبَّع مؤشر “ناسداك 100″، بنسبة 0.7%.

وفي تعليقه على عقود خيار البيع لصندوق “آرك”، قال كريس مورفي، الرئيس المشارك لاستراتيجية المشتقات في مجموعة “سسكويهانا انترناشيونال”: “إذا كنت بصدد تحقيق بعض المكاسب الكبيرة في العام الجاري، وتريد الحفاظ عليها، فهذه استراتيجية فعَّالة”.

أداة تحوط

يدفع المستثمرون علاوةً للحصول على عقد خيار البيع، الذي بدوره يخوِّلهم بيع أسهم شركة متداولة، أو وثائق صندوق استثمار متداول إلى مستثمر آخر في المستقبل بسعر محدد.

وبرغم أنَّ بعض المديرين، وصنَّاع السوق يمتلكون مزيجاً من أسهم ” آرك” جنباً إلى جنب مع خيارات البيع والشراء، فإنَّ الشركات التي حللتها “بلومبرغ” تحتفظ بهذا النوع من عقود الخيارات للشراء أو البيع حصرياً، أو في الغالب.

على سبيل المثال، شركةُ “دير بارك رود مانجمنت”، ومقرُّها في مدينة ستيمبوت سبرينغز ‏ بولاية كولورادو، تتداول في الأوراق المالية المدعومة بالأصول، والرهن العقاري، وديون الشركات. وخلال الربع الأول، اشترت الشركة عقود خيار لبيع 2.15 مليون سهم في ” آرك”، وفقاً لبيان إفصاحها الفصلي إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.

بلغت القيمة الاسمية للأسهم التي تغطيها عقود خيار البيع 258 مليون دولار في نهاية مارس. وفي مقابلة عبر الهاتف، قال سكوت بورغ، كبير مسؤولي الاستثمار في “دير بارك”، إنَّ أسعار عقود خيار البيع كانت منخفضة للغاية عند النظر إليها من ناحية التقلُّبات السابقة في صناديق المؤشرات المتداولة، مما يجعلها أكثر جاذبية كأداة للتحوط ضد المخاطر. وأضاف بورغ أنَّ “دير بارك” اشترت عقودَ خيار البيع للحماية من ارتفاع أسعار الفائدة.

أوضح بورغ الذي أدارت شركته حوالي 3.7 مليار دولار في نهاية العام: “مع ارتفاع معدلات الفائدة، انهارت أسهم التكنولوجيا.. يمكنك أن ترى (تلك النتائج) في الربع الأول”.

صفقة بلاكستون

استحوذت “بورا فيدا” على عقود خيار لبيع 622500 من أسهم ” آرك” بقيمة اسمية تقارب 75 مليون دولار خلال الربع الأول من 2021، وفقاً لبيان إفصاحها. وكانت محفظة صندوق التحوُّط منكشفة لبعض من المجالات نفسها، مثل صناديق المؤشرات المتداولة، بما في ذلك علوم الجينات، والعلاج عن بعد، وفقاً لـ”إفريم كامين”، رئيس الشركة، الذي قال: “كان التقلُّب في صندوق ” آرك إنفوفيشن” وسيلة فعَّالة للتحوُّط من بعض عوامل المخاطرة في محفظتنا”.

من جهتها، كشفت “بلاكستون ألترنيتيف سوليوشنز” عن شراء عقود خيار لبيع 1.3 مليون لأسهم “آرك” في الربع الأول، في حين استحوذت “بالياسني” لإدارة الأصول على عقود خيار لبيع 436500 سهم بقيمة اسمية قدرها 52 مليون دولار، وذلك بحلول 31 مارس.

شملت قائمة الشركات التي اشترت عقود خيار البيع ” تاكونيك كابيتال أدفايزرس”، و”إيكاريان كابيتال”، و”ديفيدسون كيمبنير كابيتال مانجمت”.

وقال إريك بالشوناس، محلل صناديق المؤشرات في “بلومبرغ إنتيلجنس”، إنَّ “صناديق التحوُّط تتطلَّع أحياناً إلى “تسلا”، و”آرك”، وتقول لنفسها: “هذا كثير جداً ويمكنني جني الأموال”.. إذا أجريت عدداً قليلاً من هذه الصفقات، فمن المحتمل أن تكون قد أبليت حسناً في الشهرين الماضيين”.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *