الجمعة 10 شوال 1445هـ 19-أبريل-2024م
ADVERTISEMENT

صناديق التحوط المتعطشة للعائد تجد ضالتها في سندات بيريوس

صناديق - وكالات

هناك قاعدة بسيطة عند تداول البنوك الأوروبية في سوق صاعدة، وهي “اشتري الديون الأكثر خطورة المتاحة للحصول على أكبر ربح لمحفظتك”.

وإذا كنت تعتقد أن الاحتفاظ بالنقدية استراتيجية سيئة، فلماذا لا تنظر إلى السندات القابلة للتحويل المشروط من بنك يوناني (النوع الأخطر من الأوراق المالية في أخطر دولة في منطقة اليورو)؟

سندات “بيريوس”

وفي ظل خروج أوروبا سريعاً من ركود الوباء، نتيجة تسارع وتيرة توزيع الأمصال، يصبح التعرض لليونان قصة استثمارية ملهمة، خاصة بالنسبة لصناديق التحوط المتعطشة للعائد.

وظَهر ذلك يوم الأربعاء الماضي، مع الإصدار الناجح لسندات دائمة بقيمة 600 مليون يورو (730 مليون دولار)، من قِبل المُقرض اليوناني “بيريوس فاينانشال هولدينغز”، وتمكن البنك من مضاعفة قيمة الإصدار وخفض الفائدة.

وتعد السندات الدائمة – أو التي تعرف عادة بالسندات القابلة للتحويل المشروط أو “CoCos”اختصاراً – أكثر أنواع الديون ثانوية لدى البنوك، ويتحمل المستثمر كامل قيمتها في حال انهار البنك، ولذلك عائداتها أعلى بكثير من السندات التقليدية.

تصنيف غير استثماري

ويعد “بيريوس” أول بنك يوناني يصدر تلك الفئة من الديون، ومن المرجح أن تحصل على تصنيف”Ca” فقط، من وكالة “موديز”، أي دون المستوى الاستثماري بـ 10 درجات، وفقاً لصحفية الائتمان لدى “بلومبرغ”، “أليس غليدهل”.

وبالتالي، كان من غير المألوف أن نرى طلبات اكتتاب تزيد على 2.25 مليار يورو من قبل أكثر من 200 مؤسسة استثمارية تمتد عبر جميع أنحاء الكتلة.

عائدات مذهلة

والكوبون البالغ 8.75% يفسر اصطفاف المؤسسات الاستثمارية، إذ أن مثل هذا العائد لا يُسمع عنه في أوروبا، وذلك رغم خفضه عن النسب التى جري الحديث عنها في البداية بنسبة 9% إلى 9.25%. لكنه لا يزال هائلاً عندما تنظر إليه في سياق بيئة فائدة الإيداع السلبي في البنك المركزي الأوروبي.

ويعد ذلك العائد هو الأعلى لسندات دائمة من بنك في منطقة اليورو، منذ يناير 2019، عندما أصدر البنك التجاري البرتغالي، سندات دائمة بفائدة 9.25%، وحالياً، يبلغ العائد على تلك السندات 7.75%، ما يجعل سندات “بيريوس” بفارق مريح، صاحبة أعلى عائد متاح في السندات الدائمة.

الرهان على التعافي في أوروبا

ويمثل الإقبال، تصويت بالثقة، ليس فقط على خطط “بيريوس” لخفض كومة ديونه المعدومة إلى 9% العام الجاري، وإنما أيضاً على آمال التعافي في اليونان والاتحاد الأوروبي.

ومن المقرر أن يبدأ صندوق الاتحاد الأوروبي للتعافي من الوباء بقيمة 750 مليار يورو إصدار ديون، خلال الصيف ثم سيبدأ في توزيع الأموال على الاقتصادات الأشد حاجة للدعم.

وتتصدر اليونان تقريباً قائمة تلك الدول، ومن المرجح أن تستقبل 7.5 مليار يورو العام الجاري من بروكسل، وهي محفزات تعادل 4% من ناتجها المحلي الإجمالي، وهناك المزيد مع تخصيص أكثر من 30 مليار يورو إجمالاً للدولة.

تنظيف الميزانية

وعانى الاقتصاد من عقد رهيب منذ أزمة الديون السيادية الأوروبية، ولكن يبدو أن الأمور تتحسن، وباعت الحكومة اليونانية أيضاً سندات لأجل عشر سنوات، يوم الأربعاء الماضي، بقيمة 2.5 مليار يورو، واقتربت طلبات الاكتتاب عليها من 30 مليار يورو.

ويعد إصدار بنك “بيريوس” لسندات قابلة للتحويل المشروط، هو الخطوة الثانية في عملية تنظيف الميزانية مع استكمال جمع رأس مال بقيمة 1.4 مليار يورو في أبريل.

ويتمثل الهدف في خفض نسبة الديون المعدومة من 45% إلى 3% فقط في منتصف العقد الجاري، ويجمع أيضاُ واحداً من البنوك المحلية المنافسة، “ألفا سيرفسيز آند هولدينغز”، رأس مال بقيمة 800 مليون يورو.

وعادت معنويات تحمل المخاطر لأسواق الديون الأوروبية، لكن في ظل احتمالية تدمير الوباء لموسم السياحة الصيفي للعام الثاني على التوالي، فإن الاقتصاد اليوناني ليس رهان أكيد، وتأمل صناديق التحوط أن يغطي السخاء الأوروبي الجديد أي أيام صعبة.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *