الخميس 18 رمضان 1445هـ 28-مارس-2024م
ADVERTISEMENT

نمط الصناديق المتداولة يغذي اندفاع الوافدين الجدد إلى السوق العالمية

صناديق - وكالات

عدد الوافدين الجدد إلى سوق الصناديق المتداولة في البورصة العالمية في سبيله إلى مطابقة حصيلة الأرقام القياسية للعام الماضي في الوقت الذي يسعى فيه المديرون النشطون للانضمام إلى طفرة في الصناعة لا تظهر أي علامات على التباطؤ.

في الأشهر الخمسة الأولى من العام، أطلقت 22 شركة صناديقها المتداولة لأول مرة، وفقا لبيانات من TrackInsight. يأتي هذا على رأس 51 مزودا جديدا سجلته العام الماضي، متقدما بشكل كبير على الرقم القياسي السابق البالغ 34 مزودا في عامي 2015 و2017.

الارتفاع في عدد المصدرين الجدد صورة عن ارتفاع عجيب في شعبية الصناديق المتداولة، التي شهدت تدفقات قياسية صافية بقيمة 359 مليار دولار في الربع الأول من هذا العام وأكثر من تريليون دولار في الشهور الـ 12 حتى نهاية مارس، وفقا لـ ETFGI الاستشارية، حيث بلغ إجمالي الأصول تسعة تريليونات دولار في نهاية أبريل.

يدخل القادمون الجدد سوقا يتم فيه ملء مزيد من المنافذ المختصة، ما يتيح فرصا أقل للوافدين الجدد لترك بصماتهم وبناء كتلة حرجة، ومع ذلك يتوقع معظم المراقبين استمرار التدافع.

قال بيتر سليب، مدير محفظة أول في 7 Investment Management: “حواجز الدخول منخفضة حقا. أنت بحاجة إلى قليل من المال للاستثمار، لكن من السهل إطلاق صندوق متداول”. يضيف: “هناك نظام بيئي -محامون وأمناء ومقدمو مؤشرات ومستشارون. يمكنك تقريبا أن تتناول صندوقا متداولا من على الرف”.

وأوضح سليب أن ظهور جهات إصدار العلامات البيضاء التي توفر متجرا واحدا لشركات إدارة الأصول الصغيرة التي تطلق الصناديق المتداولة، مثل HANetf في المملكة المتحدة وAlpha Architect وNottingham في الولايات المتحدة، يجعل العملية حتى أكثر سلاسة. يقول: “لديهم حس التسويق ولديهم كل شيء متشوق للانطلاق. كل ما تحتاج إليه هو فكرة وقليل من المال للشركة الناشئة”.

كان كثير من الوافدين الجدد مديرين نشطين (وليسوا مديرين سلبيين يعتمدون على المؤشرات)، مدفوعين بتشريعات في الولايات المتحدة تسمح لمقدمي الصناديق المتداولة بإخفاء قائمة ممتلكاتهم من السوق الأوسع من أجل حماية “الصلصة السرية” الخاصة بهم.

الوافدون الجدد الثلاثة الذين جمعوا أكبر قدر من الأموال منذ عام 2019، وهم Avantis Investors ومقرها مدينة كانساس، بمبلغ 4.9 مليار دولار، والاستثمارات المصرفية الوطنية الكندية وCIBC، يديرون جميعا صناديق نشطة.

قالت آنايل أوبالدينو، رئيسة قسم أبحاث واستشارات الصناديق المتداولة في TrackInsight، “يركز معظم الوافدين الجدد على الصناديق المتداولة النشطة. هم يريدون التنويع باستخدام أنواع جديدة من المنتجات، لكنهم يقدمون الاستراتيجيات نفسها كما فعلوا في الأشكال الأخرى”، مثل الصناديق المشتركة.

أوضح أندرو جاميسون، الرئيس العالمي لمنتجات الصناديق المتداولة في سيتي، أن طرح الصناديق المتداولة المدارة بنشاط كان تغييرا كبيرا ومن المرجح أن يدفع عددا أكبر من قبل من مديري الأصول إلى الدخول في المعركة من أجل تجنب التخلف عن الركب.

وأضاف جاميسون: “قبل عامين أو ثلاثة أعوام، كان كثير من الناس يقولون إن سوق الصناديق المتداولة بعيدة عن متناول أي شخص ليس أصلا في لعبة يهيمن عليها عدد قليل من المؤسسات السلبية الكبيرة، لكن هذا تغير”.

“هناك إدراك مستمر بأن الصناديق المتداولة هي تكنولوجيا أكثر من كونها مجرد غلاف آخر، ويمكن القول إنها تكنولوجيا أفضل من الصناديق المشتركة، من حيث سيولة التداول وشفافية أكبر” -بحسب جاميسون.

ويضيف: “سنستمر في رؤية الوافدين الجدد إلى السوق، ولا سيما مع استمرار تسارع الصناديق المتداولة التي هي أصول تحت الإدارة. لا أعتقد أن مديري الأصول يمكنهم مشاهدة ذلك يحدث عاما بعد عام والوقوف مكتوفي الأيدي”.

رأى سليب مزايا لمديري الأصول في هيكل الصناديق المتداولة، بدلا من هيكل الصندوق المشترك. عادة ما تحدث تكاليف التعامل خارج الصناديق المتداولة، ما يجعلها أرخص، بينما لا توجد حاجة إلى الاحتفاظ بسجل للمساهمين لأن ذلك يتم بواسطة غرفة المقاصة.

أضاف سليب: “وفي الولايات المتحدة، أكبر سوق على الإطلاق، لديك هذه الميزة الضريبية الهائلة”، مشيرا إلى مطلوبات الصناديق المشتركة عن مكاسب رأس المال عندما تبيع ممتلكات مربحة.

تي راو برايس، وبي إن واي ميلون، و Dimensional Fund Advisors، وأليانتز لإدارة الاستثمار، بعض من أكبر الأسماء التي جربت حظوظها في الصناديق المتداولة خلال الشهور الـ 18 الماضية، لكن انضم إليهم 23 من مقدمي الصناديق المتداولة المتفرغين، كما تظهر بيانات TrackInsight.

ثمانية من هؤلاء يعرضون صناديق متداولة موضوعية تراوح من الأمن السيبراني والقنب الطبي إلى “العدالة الاجتماعية” والديمقراطية.

توقعت “أوبالدينو” أن يستمر هذا الاتجاه، نظرا لتدفقات الأصول القوية وحب الإنسانية “للقصة”.

ووصف سليب كثيرا من هذه الصناديق الموضوعية بأنها صناديق متداولة قائمة على الزخم، حيث تشتري إلى حد كبير الأسهم التي ترتفع بالفعل، و”تسحب كثيرا من المخاطرة المصاحبة لإطلاق الصناديق المتداولة”.

أشارت أوبالدينو إلى زيادة في استراتيجيات التحكم في المخاطر من أمثال كابانا لإدارة الصول وArmor Index ETFs وأليانتز، التي تهدف إلى الحد من الجانب السلبي لانخفاض سوق الأسهم. قالت أوبالدينو: “الأسواق مدعومة بالسياسة النقدية ولا نعرف كم من الوقت يمكن أن يستمر ذلك. هناك رأي مفاده أنك إذا دخلت السوق في هذه المرحلة، فأنت بحاجة إلى شبكة أمان”.

قال جايمسون إنه شارك في مناقشات مع عدد من مديري الأصول الآخرين الذين يفكرون في دخول عالم الصناديق المتداولة.

وأضاف جاميسون: “سيكون هناك بالتأكيد لاعبون جدد يأتون إلى السوق. اتجاهات الشهور الـ 12 الماضية -الاستثمار الموضوعي، الاستثمار البيئي والاجتماعي والقائم على الحوكمة، نشطة- كل هذه تصب في قلب اللاعبين الجدد بدلاً من المؤسسات القوية السلبية المهيمنة”.

نظرا لوجهة نظره القائلة: إن هناك احتمالا قويا بأن تبدأ أوروبا في السماح بتقنيات حماية المحافظ التي شجعت على نمو الصناديق المتداولة النشطة في الولايات المتحدة، أضاف جاميسون: “يقال منذ فترة طويلة إن كل مدير أصول يجب أن تكون لديه استراتيجية للصناديق المتداولة وأعتقد أن تجنب ذلك يزداد صعوبة باستمرار. عدد قليل جدا من اللاعبين الكبار ليس لديهم صندوق، أو على الأقل لا يقومون بتقييم الشكل الذي سيبدو عليه أحد هذه الصناديق”.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *