الخميس 9 شوال 1445هـ 18-أبريل-2024م
ADVERTISEMENT

رئيس سابق لأكبر صندوق معاشات بالعالم يحذر من «فقاعة» استثمارية

صناديق - وكالات

قال الرئيس السابق لمجلس المحافظين في أكبر صندوق معاشات في العالم، إنَّه يرى علاماتٍ على “فقاعة” في الاستثمار القائم على الحوكمة البيئية والاجتماعية، وحوكمة الشركات، مضيفاً أنَّ الصندوق الياباني يتعيَّن عليه النظر في مدى مساهمة تلك الأصول في عائداته.

ترأس إيجي هيرانو مجلس المحافظين لصندوق استثمار المعاشات الحكومي (GPIF) منذ 2017 حتى أوائل العام الجاري، وتولى الإدارة في فترة عصيبة للصندوق عندما أصبح الرائد العالمي في استثمارات الحوكمة البيئية والاجتماعية، وحوكمة الشركات، المعروفة اختصاراً بـ “ESG”. ويقول، إنَّ الصندوق بحاجة الآن إلى إعادة تقييم نهجه تجاه تلك الاستثمارات.

وقال في مقابلة: “يتعيَّن على صندوق المعاشات أن يعود إلى جذوره، وأن يفكر في طريقة لتحليل إذا ما كانت استثماراته المرتبطة بالحوكمة البيئية والاجتماعية، وحوكمة الشركات “ESG” مربحة حقاً أم لا، وكذلك يقيِّم ويضع معايير لتلك الاستثمارات..ويبدو الأمر في البداية قليلاً، وكأنَّ هناك فقاعة حالياً، ويتعيَّن علينا تقييم ما هو جيد أو سيىء”.

مراجعة وزن الأسهم المحلية

ويلعب مجلس المحافظين، الذي تمَّ تشكيله في عام 2017 دوراً إشرافياً؛ إذ يشرف على أمور مثل توزيع الأصول والتعويضات، وليس فقط الأعمال اليومية للصندوق.

ومن المقرر أن يعلن صندوق المعاشات الذي يدير أصولاً بقيمة 178 تريليون ين (1.6 تريليون دولار) عن نتائج أعماله في 2 يوليو للعام المالي المنتهي في مارس، ومن المتوقَّع أن يحقق عائدات قياسية.

في مقابلة مع “بلومبرغ نيوز” في طوكيو يوم 23 يونيو، تطرَّق “هيرانو” إلى موضوعات من بينها، احتمالية أن يحتاج الصندوق إلى إعادة النظر – خلال المراجعة المقبلة لمحفظته – في وزن الأسهم المحلية، ودور الأصول البديلة، والخيار الذي يواجهه عند الاستثمار في الديون السيادية الصينية.

وفيما يلي بعض أبرز النقاط خلال المقابلة:

كان صندوق “GPIF” رائد الاستثمار في أصول الحوكمة البيئية والاجتماعية، وحوكمة الشركات، وتمَّ الترحيب به لأنَّه صندوق حاول “تغيير العالم” عبر نهجه الجريء، وتحت قيادة مدير استثماره السابق، هيروميتشي ميزونو، ورئيسه السابق نوريهيرو تاكاهاشي.

لكن تحت قيادة الإدارة الجديدة، كانت استثمارات الصندوق في تلك الأصول هادئة نسبياً، وقال “هيرانو”، إنَّ أهم شيء لـ”GPIF” ليس أن يكون في طليعة المستثمرين بمجالات الحوكمة البيئية والاجتماعية، وحوكمة الشركات “ESG”، وأكَّد أنَّ الصندوق يجب أن يفحص العائدات الحقيقية من فئة الأصول المزدهرة.

قال هيرانو: “اتخذت قيادة تاكاهاشي وميزونو العديد من الخطوات الجريئة بشأن استثمارات “ESG”، وأصبحت جزءاً من قانون حوكمة الشركات الآن، وقد بدأت الحكومة حالياً في دعم قضايا مثل تغيُّر المناخ، وترسّخ هذا الاتجاه، حتى لو لم يكن “GPIF” هو من يقود الجموع”.

المراجعة المقبلة

تقام المراجعات الرئيسية لمحفظة صندوق المعاشات الياباني كل خمس سنوات تقريباً، وفي 2014، أدت مراجعة كاسحة إلى نقل أغلب أصول الصندوق من السندات إلى الأسهم، وخلال العام الماضي؛ تمَّ خفض مخصَّصاتها في الدين المحلي، ورفع وزن السندات الخارجية بدلاً من ذلك.

ويعني ذلك أنَّ محفظة الصندوق حالياً تمتلك 25% لكلٍّ من الأسهم، والديون الأجنبية، ونظيرتها المحلية، ومن المقرر إجراء المراجعة الرئيسية التالية في عام 2025، ويتوقَّع “هيرانو” أن تكون مخصَّصات الأسهم اليابانية محل التركيز.

وقال: “يبلغ وزن الأسهم اليابانية بين الأسواق العالمية حوالي 6% إلى 7%، ومن وجهة مهنية؛ فإنَّ التخصيص الحالي لـ25% من المحفظة للأسهم اليابانية مرتفع للغاية.. ومن الطبيعي أن يكون هناك “تحيز للوطن”، لكن في الخطة متوسطة الأجل المقبلة التي ستكتمل بحلول إبريل 2025، سيكون ذلك على الأرجح واحداً من مجالات النقاش”.

وأضاف: “كلما كنت حذراً بشأن المستقبل، زادت المخاطر التي تحتاج إلى تحمُّلها في محفظتك، وهي آلية متناقضة”.

أهداف الصندوق

يقول “هيرانو”، إنَّ المهمة الأساسية للصندوق هي تعزيز فهم الرأي العام بشأن عائداته، وأضاف أنَّ “GPIF” لديه عائداً استثمارياً إلزامياً أعلى من الزيادات الاسمية في الأجور بنسبة 1.7%، واستهدف 3% إجمالاً.

وقال: “في ظلِّ الفائدة القريبة من الصفر في اليابان، وبعد تراجعها حول العالم أيضاً، أصبح من المستحيل تحقيق عائد بنسبة 3% من سوق السندات.. مع ذلك هناك عدد هائل من اليابانيين الذين يعتقدون أنَّ الاستثمار في الأسهم خطير، ومن الصعب حقاً سد هذه الفجوة”.

ويأسف هيرانو على تركيز الجمهور على الخسائر والمكاسب قصيرة الأجل. وقال، إنَّه بالنسبة لصندوق يستثمر في إطار زمني مدته 100 عام؛ يعدُّ “التقلُّب بين الأسى والفرح في كل نتائج فصلية غير معقول”.

مدير استثمار جديد

وبالمقارنة مع سلفه المنفتح “ميزونو”، يفضِّل مدير الاستثمار الحالي للصندوق، إيجي أويدا، العمل من وراء الكواليس، وبرغم وجوده في منصبه منذ أكثر من عام، لم يتحدَّث أويدا علناً بعد، وألقى “هيرانو” بعض الضوء على الطريقة التي يفضِّل بها “أويدا”، متداول السندات السابق في مجموعة “غولدمان ساكس”، العمل.

وقال: “يبني أويدا على أسس النظام السابق، ويأخذه خطوة للأمام، ويؤسس إدارة مخاطر دقيقة، ويوسِّع استراتيجية إعادة التوازن”، مضيفاً أنَّ الهدف الأساسي لأويدا هو ما مدى قدرة إدارة “GPIF” على التفوق على أداء المؤشر المركب؟.

سندات الصين

مع استعداد مؤسسة “فوتسي راسل” البريطانية لإضافة الديون الصينية إلى مؤشرها للديون العالمية اعتباراً من أكتوبر؛ يواجه صندوق المعاشات الياباني معضلة بشأن وضع أمواله في الديون السيادية الصينية.

وقال هيرانو: “الأمر قد تكون له تداعيات سياسية، وليس من المفترض أن يهتم صندوق المعاشات بالأجندات السياسية، وإنَّما يفكر فقط في العائد مقابل المخاطر، لكن يمكن أن تؤثِّر السياسة على السوق، ويواجه “GPIF” خياراً صعباً”.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *