الخميس 16 شوال 1445هـ 25-أبريل-2024م
ADVERTISEMENT

التدفقات على الصناديق المتداولة تعكس تفاؤلا وقلقا في وول ستريت

صناديق - وكالات

تدفقت مليار الدولارات إلى الصناديق “الدفاعية” المتداولة في البورصة في الأسابيع الأخيرة، ما يسلط الضوء على التوترات الناشئة في بعض أركان وول ستريت بعد أن سجلت الأسهم الأمريكية سلسلة من الذروات القياسية.

عودة ظهور الإصابات بفيروس كورونا في بعض الولايات الأمريكية، والأدلة على ارتفاع الضغوط التضخمية، والمخاوف من أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي قريبا في تقليص خطته الواسعة لشراء الأصول، دفعت بالفعل بعض المستثمرين إلى تبني موقف أكثر حذرا.

وكان المستثمرون يقيمون ما إذا كان الانتشار السريع لفيروس كورونا والمستويات المنخفضة من مدفوعات التحفيز الحكومية سيبدآن في التأثير في الاستهلاك، الذي يمثل نحو 70 في المائة من الناتج الاقتصادي الأمريكي.

ولا يزال مؤشر إس آند بي 500 مرتفعا بنحو الخمس منذ بداية العام حتى الآن، بعد أن تضاعف من أدنى مستوياته خلال اضطراب السوق في آذار (مارس) 2020. وفي الوقت نفسه، مضى على المؤشر نحو 200 يوم تداول دون أن يتراجع 5 في المائة، وفقا لبنك أوف أمريكا، وهي إحدى أطول السلاسل من هذا القبيل في نصف القرن الماضي – وهو ارتفاع هادئ يحدث ببطء وصعوبة يعمل على إحداث تحول تحت سطح السوق.

الصناديق المتداولة في البورصة المرتبطة بالقطاعات الدفاعية الأمريكية التي تميل إلى الأداء الجيد في البيئات الأكثر صعوبة – الرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية والمرافق – اجتذبت معا تدفقات داخلة صافية بلغت خمسة مليار دولار تقريبا في تموز (يوليو) بعد تسجيل تدفقات خارجة مجمعة بلغت 3.6 مليار دولار في النصف الأول من 2021، وفقا لشركة ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز.

قال ماثيو بارتوليني، رئيس أبحاث صناديق SPDR في الأمريكتين في “ستيت ستريت”: “التدفقات الداخلة في تموز (يوليو) ذهبت بشكل أساسي إلى القطاعات الدفاعية. واستمر ذلك حتى آب (أغسطس) مع جمع الصناديق المتداولة في البورصة، في قطاع الرعاية الصحية والمرافق العامة، مليار دولار أخرى من التدفقات الداخلة على كل صندوق حتى الآن هذا الشهر”.

في المقابل، ترتبط الصناديق المتداولة في البورصة بقطاعات أمريكية أكثر حساسية من الناحية الاقتصادية – قطاعات المال والمواد والصناعة والسلع الاستهلاكية الكمالية والطاقة والعقارات – جميعها سجلت تدفقات خارجة في تموز (يوليو) بلغ مجموعها 7.2 مليار دولار. وهذه القطاعات الدورية الستة مجتمعة جمعت 57 مليار دولار في النصف الأول من العام.

قال بارتوليني إن الدليل على الحالة المزاجية “المتفائلة ولكن القلقة” بين المستثمرين كان واضحا أيضا في تدفقات صناديق “سمارت بيتا” المتداولة في البورصة التي تهدف إلى استغلال سوء التسعير على المدى الطويل. استحوذت الصناديق المتداولة في البورصة التي تركز على ما يسمى الأسهم عالية الجودة بأرباح موثوقة على تدفقات داخلة تبلغ 21 مليار دولار في تموز (يوليو) بعد تسجيل تدفقات خارجة بلغت 3.8 مليار دولار في النصف الأول من 2021.

صناديق الزخم المتداولة في البورصة، التي تشتري أسهما ذات اتجاهات أسعار إيجابية حديثة، سجلت تدفقات خارجة بلغت 856 مليون دولار في تموز (يوليو)، ما يكاد يمحو التدفقات الداخلة البالغة 1.1 مليار دولار التي تم جمعها خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام. وحققت صناديق القيمة المتداولة في البورصة، التي تشتري الأسهم المسعرة بأقل من قيمتها والتي تميل إلى الأداء الجيد في فترات تعزيز النمو الاقتصادي، تدفقات خارجة بلغت 1.4 مليار دولار في الشهر الماضي بعد أن جمعت 12.8 مليار دولار في النصف الأول.

قال سكوت كرونرت، المحلل في مجموعة سيتي في نيويورك، إن تجارة الانتعاش الاقتصادي التي فضلها مستثمرو الصناديق المتداولة في البورصة في النصف الأول من العام “يبدو أنها فقدت بريقها” مع “تحيز أكبر للابتعاد عن المخاطرة” واضح في تدفقات الصناديق المتداولة في البورصة في تموز (يوليو).

سجلت الصناديق المتداولة في البورصة للأسهم الأمريكية تدفقات داخلة بنحو 250 مليار دولار حتى الآن هذا العام، ما يحفز الجولة القياسية لمؤشر إس آند بي 500. مع وصول مؤشر الأسهم الأمريكي الرئيسي إلى أعلى مستوى له على الإطلاق هذا الشهر، يتساءل المزيد من المستثمرين عن المدى الذي يمكن أن يستمر فيه الارتفاع.

“العملاء شعروا أنه لا يوجد مكان آخر يذهبون إليه سوى الأسهم لأن عوائد السندات منخفضة للغاية. لكننا نوصي بأن ينتقل العملاء إلى موقف أكثر دفاعية لأن عائدات الأسهم من المرجح أن تكون أقل وأكثر تقلبا في النصف الثاني من العام”، حسبما قال ديفيد جونز، المحلل الاستراتيجي في بنك أوف أمريكا في نيويورك.

استطلاع رأي أجراه بنك أوف أمريكا لمستثمرين يمتلكون 702 مليار دولار من الأصول المدارة يسلط الضوء على هذه المخاوف: التوقعات بأن الاقتصاد العالمي سيستمر في التحسن تراجعت في آب (أغسطس) إلى أدنى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2020.

أرباح الربع الثاني التي تجاوزت توقعات المحللين، أبلغت عنها 391 شركة مكونة لمؤشر إس آند بي 500 بحلول 11 آب (أغسطس)، وفقا لمجموعة سيتي. فقط 55 شركة من مؤشر إس آند بي 500 أبلغت عن خيبات أمل في أرباح الربع الثاني حتى الآن.

توبياس ليفكوفيتش، كبير محللي الأسهم الأمريكية في مجموعة سيتي، لاحظ أن الشركات الأمريكية حققت نتائج “جيدة بشكل صادم”. ومع ذلك، يزداد قلق المستثمرين بشأن ما إذا كان بإمكان المجموعات الأمريكية تحقيق السقف العالي المحدد في الربع الثاني. أشار استطلاع بنك أوف أمريكا لمديري الصناديق إلى تراجع التفاؤل بشأن أرباح الشركات، في حين يتوقع المستثمرون الآن انخفاض هوامش الربح – وهو أمر لم يتوقعوه منذ الصيف الماضي.

قال ليفكوفيتش: “قلة من (المستثمرين) يعتقدون أنه يمكن الذهاب لأي مكان بأموال جديدة غير الأسهم في هذه المرحلة. (لكن) نشك في أن مزيج الضرائب الأمريكية المرتفعة، والتضخم الذي من المحتمل استمراره بشكل أكبر، وحديث الاحتياطي الفيدرالي عن إبطاء وتيرة شراء الأصول، وضغط الهامش المحتمل، جميعها تدعم احتمال حدوث تصحيح “.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *