الجمعة 10 شوال 1445هـ 19-أبريل-2024م
ADVERTISEMENT

لماذا شراء بتكوين أفضل من وثائق صندوق مؤشرات العقود الآجلة؟

صناديق - وكالات

بعد مرور ما يقرب من عقد على النزاع مع الأجهزة التنظيمية، يوشك قطاع صناديق المؤشرات المتداولة أخيراً على إطلاق صندوق يتتبع أسعار عملة “بتكوين”. غير أن المستثمر العادي، في هذه اللحظة، ربما يجد سهولة أكبر في شراء “بتكوين” نفسها وبسعر أرخص.

منذ عام 2013، عندما قدم توأم الاستثمار في العملات المشفرة كاميرون وتايلر وينكلفوس مقترحاً للأجهزة التنظيمية للمرة الأولى، سعت جهات إصدار مختلفة إلى الحصول على إذن بإطلاق صندوق للبتكوين حتى ينضم إلى قطاع صناديق المؤشرات المتداولة الذي تبلغ قيمته حالياً 6.8 تريليون دولار.

في ذلك الوقت، كان شراء “بتكوين” عملية معقدة وفنية بدرجة ما، تتطلب أن يتعلم المرء مفردات جديدة تماماً ومفاتيح التشفير الرقمي حتى يتتبعها بما يتضمنه ذلك من خطر فقدانها تماماً بالصدفة.

الأجهزة الرقابية

رفضت الأجهزة الرقابية والتنظيمية في الولايات المتحدة محاولات مختلفة لإنشاء صناديق مؤشرات متداولة للعملة المشفرة، مشيرة إلى تقلب أسعارها علاوة على إمكانية الغش والتلاعب في أسواقها.

غير أن المحاولة استمدت زخماً إضافياً خلال العام الحالي، بعد أن أصبحت العملة المشفرة أكثر تغلغلا ًفي أعماق النظام المالي الرسمي.

في شهر أغسطس الماضي، ألمح غاري غنسلر، رئيس “هيئة الأوراق المالية والبورصات” الأمريكية إلى أنه أكثر انفتاحاً على اقتراح تأسيس صندوق مؤشرات متداولة يتتبع العقود الآجلة على “بتكوين” – فضلا عن “بتكوين” نفسها – ويخضع لنفس القواعد التي تخضع لها صناديق الاستثمار التي يرى أنها توفر حماية أفضل للمستثمرين.

أعقب ذلك طوفان من الطلبات التي قدمت، ومن بينها طلب شاركت فيه شركة كاثي وود: “آرك لإدارة الاستثمار” (Ark Investment Management).

أعلنت شركة إدارة الأصول “بروشيرز” (ProShares) عند تقديم طلبها يوم الجمعة الماضي أنها قد تبدأ تداول الصندوق غداً الإثنين. وربما تبدأ شركات أخرى من بينها “إنفسكو” (Invesco) و”فالكيري إنفستمنت” (Valkyrie Investments) و”فان-إك أسوشيتس” (VanEck Associates ) بعد فترة قصيرة.

الآن، تستعد “هيئة الأوراق المالية والبورصات” للموافقة على أول صندوق مؤشرات متداولة يقوم على تتبع عقود “بتكوين” الآجلة، وفق مصادر مطلعة.

اختلافات أساسية

قد يبدو أن “بتكوين” تطابق عقود “بتكوين” الآجلة، ولكنها تختلف عنها في جوانب أساسية. فالعقود الآجلة تتبع الأسعار الفورية لعملة “بتكوين” بطريقة غير مباشرة عبر استخدام عقود تراقبها وتشرف عليها “بورصة شيكاغو التجارية”. كما أنها تشترط أن يودع المستثمرون سيولة نقدية قبل التداول كشكل من أشكال الضمان. ويستخدم المتعاملون العقود الآجلة غالباً للمراهنة على حركة الأسعار، مثل بيع بتكوين على المكشوف، أو التحوط من رهانات أخرى.

مع ذلك، تميل أسعار بتكوين وأسعار عقودها الآجلة إلى التعادل. ففي الساعة 9:32 صباح يوم أمس السبت، بلغ سعر بتكوين في التداول نحو 60836 دولاراً أمريكياً مقارنة مع عقود بتكوين الآجلة التي سجلت 62075 دولاراً أمريكياً في إغلاق يوم الجمعة.

سواء كنت جديداً على سوق العملة المشفرة أو مستثمراً خبيراً ومجرباً، فمن الصعب ألا تشعر بارتباك أمام هذا المنتج الجديد الصاخب، وإليك ما ينبغي أن تعرفه إذا كنت تفكر في الاستثمار فيه.

لماذا تشتري وثائق صندوق المؤشرات المتداولة؟

إذا كنت تريد أن تستثمر في بتكوين عبر حساب تقليدي عند شركة السمسرة. بالنسبة لعملاء بعض شركات السمسرة الكبيرة والقديمة، ربما يكون الخيار الوحيد للاستثمار في “بتكوين” هو الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة التي تتبع عقود “بتكوين” الآجلة. فكثير من هذه الشركات لا تتيح إمكانية شراء بتكوين مباشرة، وتضطر العملاء إلى التوجه إلى أماكن أخرى مثل “روبين-هود ماركتس” و”كاش آب”. ربما يكون السبب أن شركات السمسرة تجد من الأسهل توفير طريقة لعملائها للاستثمار في صناديق مؤشرات متداولة، بدلاً عن استيعاب ودمج العملة المشفرة نفسها في أنظمتها.

قال نيت غراسي، رئيس شركة “إي تي إف ستور” (ETF Store): “إذا كنت مستثمراً ولدي حساب لدى شركة تشارلز شواب، أو شركة فيديليتي، ربما أرغب في الاحتفاظ بكل محفظتي تحت سقف واحد، وقد أفضل أن تصدر تقارير الضريبة وتقارير الأداء كلها من مكان واحد مقارنة مع عمل ذلك عند سمسار آخر”.

إذا كنت مهووساً بالتشفير وتريد فرصة استثمار أكثر أماناً بقليل. بالنسبة إلى بعض المستثمرين، جاء قرار “هيئة الأوراق المالية والبورصات” بإعطاء الضوء الأخضر لهذا المنتج ليضيف سبباً آخر للطمأنينة والراحة. ربما تكون راغباً بشدة في الاستثمار بالعملة المشفرة أو حتى لديك محفظة رقمية بها بعض العملات وتشعر بالقلق بشأن درجة الأمان فهنا يكون نظام صناديق المؤشرات المتداولة الذي قبلته الأجهزة التنظيمية بالولايات المتحدة وباركته قادراً على توفير بعض السلام النفسي والطمأنينة.

أكد إريك بالشوناس، محلل صناديق المؤشرات المتداولة لدى “بلومبرغ إنتيليجنس”: “لدى الناس درجة من الثقة في هيكل الصناديق التي تخضع لرقابة هيئة الأوراق المالية والبورصات التي يتم تداولها مثلا تداول الأسهم”.

إذا كنت لا تريد الارتباك المصاحب للاحتفاظ بالأرقام السرية والمحافظ الرقمية. على خلاف معظم العملات المشفرة، وجدت صناديق المؤشرات المتداولة منذ عقود، ويعرفها كثير من المستثمرين فعلا واعتادوا عليها، ويعتبر ذلك ميزة كبيرة عندما نرتبك أمام مفاهيم مثل “البلوكتشين” والتشفير والتعدين.

إذا كنت لا تريد الانتظار حتى يصدر صندوق مؤشرات متداولة يحتفظ بعملة بتكوين نفسها. إن أهم ميزة في صندوق المؤشرات المتداولة الذي يقوم على العقود الآجلة لبتكوين ربما تكمن في تحققه ووجوده فعلا على الأرض. يقول غيراسي من “إي تي إف ستور”: “شعوري هو أن هيئة الأوراق المالية والبورصات تريد أن تقيم أولا كيفية تداول صندوق مؤشرات متداولة يقوم على عقود بتكوين الآجلة قبل أن تدرس السماح لصندوق يتتبع أسعار وتعاملات بتكوين الفورية. وفي ضوء عناد الهيئة وتصميمها خلال كل مراحل هذه العملية، ربما ينتظر المستثمرون فترة قبل أن يطرح أمامهم صندوق مؤشرات للعملة نفسها”.

ماهي أسباب الابتعاد عنها؟

إذا كنت ترغب في خفض التكاليف. قد يكون صندوق المؤشرات الذي يقوم على عقود بتكوين الآجلة مريحاً في بعض جوانبه، غير أنه قد يتقاضى رسوماً وعمولات كبيرة. رغم أن الأسعار الفعلية للصناديق القادمة لم تعلن بعد، تقدر “بلومبرغ إنتيليجنس” أنها قد تتجاوز 1% – بمعنى 10 دولارات رسوماً سنوية عن كل ألف دولار تستثمرها، ذلك مقارنة مع متوسط رسوم صناديق المؤشرات التي تتبع أسهما والذي يبلغ نحو 0.71%.

كتب محللا “بلومبرغ إنتيليجنس” إريك بالشوناس وجيمس سيفارت في مذكرة يوم الجمعة الماضي: “قد يستخدم المتعاملون صناديق المؤشرات المتداولة الجديدة عن عقود بتكوين، غير أننا نتوقع أن تضعف جاذبيتها للمستثمر طويل الأجل بسبب تكاليف تداول العقود الآجلة”. قارن بين ذلك وبين بديل آخر مثل منصة “روبين-هود” التي تقدم خدمة تداول العملات المشفرة مجاناً بلا عمولات.

إذا كنت جديداً في التعامل على بتكوين. هذه الصناديق ربما لا تكون أفضل اختيار لمن يبدؤون رحلتهم في أسواق العملة المشفرة. ذلك أن المشاركة في أسواق العقود الآجلة تتضمن التعامل مع مفاهيم معقدة مثل مفهوم “الكونتانجو”( contango) –أو عمولة تأجيل التسوية (عندما تكون أسعار العقود الآجلة عن الأصل أعلى من سعره الفوري) ومفهوم “الباكوورديشن” (backwardation)-أو عمولة تأجيل التسليم (وهي الحالة العكسية للكونتانجو بأن تكون أسعار الأصل الفورية أعلى من أسعار العقود الآجلة). ومن حسن الحظ أن مقدم خدمة صناديق المؤشرات المتداولة سوف يتولى عمليات التداول في هذه الأحوال، غير أن التعامل مع هذه المفاهيم يظل في حاجة إلى مستثمر يتجاوز درجة المستثمر العادي. بالإضافة إلى ذلك، تقدم المنصات المناسبة للمستثمرين الأفراد مثل “كوين-بيس” وحتى “فينمو” موارد تعليمية وواجهات سلسة للمستثمرين الجدد في أسواق العملات المشفرة. ويقول مات مالي، رئيس استراتيجيات السوق لدى شركة “ميلر تاباك+”: “لأن بتكوين نفسها عالية السيولة، أعتقد أن المستثمرين الأفراد ينبغي أن يلتزموا التداول عليها عندما يبدؤون تجربة التداول. وعليهم أن يتركوا أسواق العقود الآجلة لمؤسسات الاستثمار المحنكة حاليا”.

العروض المتاحة

إذا كنت تريد أن ترى جميع العروض المتاحة. بحلول نهاية الشهر الجاري، ربما يطرح للتداول أربعة صناديق مؤشرات تقوم على عقود بتكوين الآجلة، ويرجح أن أعداداً أكبر من الصناديق سوف تطرح بعدها. وبحسب “بلومبرغ إنتيليجنس”، هناك على الأقل خمسة صناديق أخرى تحت الدراسة عند “هيئة الأوراق المالية والبورصات”، بما في ذلك صناديق لشركات مثل “بيتوايز لإدارة الأصول” (Bitwise Asset Management) وشركة “بلوك-فاي” (BlockFi). وربما يكون لدى هذه الصناديق نطاق مختلف وهياكل مختلفة للرسوم – وقد يقوم مصدرو الصناديق بتخفيض أسعارهم من أجل اجتذاب السيولة النقدية. وهذه المنافسة قد تنتهي إلى تخفيض التكاليف في قطاع العملة المشفرة بوجه عام. ويقول مات هوغان، رئيس الاستثمار لدى شركة “بيتوايز لإدارة الأصول”: “سوف يقوم صندوق للمؤشرات بتخفيض التكاليف إلى أقل مستوى لديه في كل صنف من أصناف الأصول التي يتعامل فيها، ولن يكون الأمر مختلفاً بالنسبة إلى بتكوين”.

إذا كنت قلقاً من منتج جديد تماماً. مثل كل شيء جديد يظهر للتو، لا يعرف أحد كيف سيتم التداول على صناديق المؤشرات المتداولة لعقود بتكوين الآجلة. ومثل كل صندوق آخر للمؤشرات، هناك احتمال أن يختلف سعر وثائقه عن سعر الأصول التي بحوزته، بسبب اختلاف مستوى العرض والطلب. في المدى القصير قد يؤدي كل هذا الصخب حول صناديق المؤشرات القائمة على عقود بتكوين إلى خيبة أمل عندما يبدأ التداول. يقول مات مالي: “دائما ما يكون جيداً أن تراقب أداء أي أصل في التداول قبل الدخول. وفي ضوء الارتفاع الأخير لأسعار بتكوين، قد نواجه برد فعل يسعى إلى التربح من الأخبار لفترة عندما يتم إطلاق صناديق المؤشرات على عقود بتكوين”.

الاستثمار الآمن

سيلفيا جابلونسكي، رئيسة شركة “ديفايانس لصناديق المؤشرات المتداولة” لشؤون الاستثمار (Defiance ETF)، قالت إن صندوق المؤشرات في حد ذاته لا يضمن لك الاستثمار الآمن، “إن العقود الآجلة تنطوي أيضاً على مخاطرة. وهناك خطر ألا يكون الصندوق يتتبع حركة البتكوين حقاً تتبعاً دقيقاً”.

قال غيراسي: “ربما يكون من الأفضل أن تعطي الصندوق بعض الوقت. أنا لا أتوقع أي مشكلات تحدث في تداول صناديق المؤشرات المتداولة على عقود بتكوين الآجلة، غير أن المستثمرين انتظروا منذ عام 2013 حتى تطرح هذه المنتجات في الأسواق. فما المشكلة في الانتظار لأيام قليلة أخرى حتى تطمئن إلى أن كل شيء يعمل بكفاءة”؟

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *