الأربعاء 15 شوال 1445هـ 24-أبريل-2024م
ADVERTISEMENT

من الصفر إلى التريليون .. هل شرعنة سوق البيتكوين بدأت مع إطلاق أول صندوق لعقودها الآجلة؟

صناديق - وكالات

قبل ثمانية سنوات فقط كانت القيمة السوقية للعملة الرقمية الأشهر “بيتكوين” لا تتجاوز مليار دولار، الآن في 2021 تجاوزت هذه القيمة السوقية ما كانت عليه في 2013 بنحو 1200 مرة، ومع الجائحة في بدايات 2020 اكتسبت العملة المشفرة دفعة هائلة وزخما ووقوداً للمضي قدما كما لم تكتسب من قبل خلال فترة 2013 – 2019، والآن الموعد مع الدفعة الثانية والجديدة والتى من المُحتمل أن تقفز بالبيتكوين نحو اكتساب أرض جديدة.

في أبريل 2020 وبعد اندلاع أزمة جائحة “كورونا” بأسابيع قليلة، تحركت الحكومات والبنوك المركزية سريعاً لتهدئة الأسواق وبث الطمأنينة، الفيدرالي على رأس هؤلاء أراد أن يقول للسوق والمشاركين فيه: لا تقلقوا نحن هنا، وبدأ بالفعل فى ضخ حزمة تحفيز وشيكات مباشرة لصالح الأفراد وهو ما ضخ كمية ضخمة بلغت تريليونات كثيرة من الدولارات في السوق.

هذه التريليونات لم ينفقها المستهلك الأمريكي فقط على الطعام، بل ذهب جزء منها نحو الأسهم والعملات المشفرة التى كانت حديث الساعة قبل كورونا وكل الحديث عنها يتركز على نسب الربحية الهائلة التى يمكن أن تحققها وبإمكانك أن تصبح مليونيراً فى ساعات معدودة وأن حياة الأحلام يفصل بينك وبينها الاستثمار في البيتكوين، هذا تسبب في تضخم سوق العملة المشفرة بشكل لم يسبق له مثيل طيلة السبع السنوات الأولى لهذه العملة.

إذن طوال فترة 2013 – 2019 تضاعف حجم سوق “بيتكوين” من مليار واحد إلى 156 مليار دولار، أي أن الوصول إلى عتبة الـ 156 مليار دولار احتاج إلى 6 سنوات، لو عدت بالزمن للوراء واطلعت على آراء الخبراء فى أواخر 2019 كنت ستجدهم يقولون إن هذه أرقام مذهلة لم يروا لها مثيلا، لكن لننظر إلى معدلات النمو القادمة بسبب وقود التيسير النقدي لاحقاً.

إذن قفزت سوق “بيتكوين” في شهور الجائحة بين مارس 2020 ومارس 2021 من نحو 100 مليار دولار إلى 1100 مليار دولار، أي بمقدار تريليون دولار فى 12 شهرا فقط بينما فى الـ 6 سنوات الأولى حصيلتها كانت 156 مليار دولار فقط!، أسباب هذه الفورة تعود بالأساس إلى الأموال الكثيرة والمجانية والقروض الرخيصة التى دخلت إلى جيوب الناس فى وقت قصير وبكميات مكثفة، لكن هناك أسبابا أخرى ساعدت مثل تغريدات “إيلون ماسك” من ناحية ومن ناحية أخرى إعلان عدد من الشركات اعتماد “بيتكوين” كوسيلة للدفع.

حملة الصين

وتبدأ مرحلة مختلفة من التدهور والتراجع من مارس العام الجاري بحملة صينية عنيفة وشرسة ضد كل ما يتعلق بالعملات المشفرة وعلى رأسها البيتكوين، معروف أن الصين كانت مركز عمليات التعدين لهذه العملات، نتيجة لهذه الحملة الأمنية والقمع والتشديد تدهورت قيمة العملة وحجم سوقها وهبطت إلى 29 ألف دولار فى يوليو الماضي بدلاً من 58 ألف دولار فى مارس، وهبطت القيمة الإجمالية للسوق من 1.1 تريليون دولار إلى 642 مليار دولار.

وطوال فترة 2013 وحتى 2021 كانت “بيتكوين” ومعدنوها ومستثمروها يتعاملون معها كأنها مخدرات أو سلعة غير شرعية، وهي بالفعل كذلك حتى وقت قريب لكن يبدو أن أمر عدم شرعية طبيعتها وتعاملاتها قد بدأ يهتز قليلاً مؤخراً وبالتدريج بدأت تظهر إشارات خافتة عن ضرورة تنظيم السوق وإجراء تقنين لهذا الوضع غير الطبيعي وغير المُراقب وكل هذه التريليونات غير المعلومة أين تذهب ومن أين تأتي وكيف ستؤثر على حياتنا واقتصاداتنا ونقودنا.

وطوال فترة 2013 وحتى 2021 كانت “بيتكوين” ومعدنوها ومستثمروها يتعاملون معها كأنها مخدرات أو سلعة غير شرعية، وهي بالفعل كذلك حتى وقت قريب لكن يبدو أن أمر عدم شرعية طبيعتها وتعاملاتها قد بدأ يهتز قليلاً مؤخراً وبالتدريج بدأت تظهر إشارات خافتة عن ضرورة تنظيم السوق وإجراء تقنين لهذا الوضع غير الطبيعي وغير المُراقب وكل هذه التريليونات غير المعلومة أين تذهب ومن أين تأتي وكيف ستؤثر على حياتنا واقتصاداتنا ونقودنا.أخر

بسبب أخبار صندوق “برو-شيرز” وأخبار أخرى ثانوية لكنها كانت تتسم بالإيجابية مثل تنوع النطاق الجغرافي لتعدين “بيتكوين” بدلاً من تركزه سابقاً فى الصين قبل الحملة الحكومية مارس الماضي، وأصبحت فى عدة بلدان متنوعة مما منح السوق مزيداً من عدم التركز وهي ميزة تضفي أمانا أكثر على التعاملات، قفزت العملة المشفرة بأكثر من 100% بين يوليو وأكتوبر من العام الجاري.

الخلاصة أن نجاح الصناديق المتداولة والتي من المتوقع أن تبلغ العشرات خلال الشهور المقبلة، يتوقف على عدة عوامل على رأسها الرسوم المفروضة على كل متداول/مستثمر سواء فرد أو مؤسسة، وكم سيكون الطلب/الإقبال على العقود المستقبلية وإلى أي درجة يمكن أن يتحمل المستثمر هذه المخاطرة، ضمن العوامل التي تحدد النجاح من عدمه هو أن الصناديق التى تدخل مبكراً سوف يكون لها نصيب كبير من الكعكة فى حال نجحت السوق، وأخيراً: عامل التسويق والدعاية واستخدام الأدوات الإعلامية الجديدة خاصة منصات السوشال ميديا وتطبيقات التداول على الجوالات الذكية.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *