يقلل توجه المستثمرين نحو الصناديق الاستثمارية التي تتداول في أسواق الأسهم مخاطر الاستثمار بنسبة 80% مقارنة بالاستثمار في الأسهم المفردة، بحيث تجبر أرباح أسهم المحافظ الاستثمارية مجتمعة أي انخفاض يحدث لأحد أسهم المحفظة، ما يقلل الخسائر المتوقعة أو يزيلها على غرار الاستثمار في سلال العملات، حسب مسؤولين ومختصين ومتداولين في أسواق الأسهم.
ويتناسب الاستثمار في صناديق الاستثمار في أسواق المال مع أنواع عدة من المستثمرين، هم الجدد ومن لا يملكون الوقت الكافي للمتابعة الآنية لأداء الأسهم، ومستثمري الأمد المتوسط والطويل، بالإضافة إلى صغار المستثمرين.
وعدَّد مختصون 8 ميزات تتوافر في الصناديق الاستثمارية المتداولة مقارنة بالأسهم المفردة، أهمها: تقليل المخاطر، وسهولة التداول، وتوزيع بعض الصناديق أرباحاً نصف سنوية.
وقال الرئيس التنفيذي للعمليات لسوق أبوظبي المالي، عبدالله سالم النعيمي، خلال محاضرة توعوية، أخيراً، إن هناك 4 صناديق استثمارية متداولة في سوق أبوظبي المالي تحتوي على أسهم 72 شركة تقع في الإمارات والسعودية والكويت، لافتاً إلى أن هناك صندوقاً يغطي 20 شركة في سوق الإمارات، وصندوقاً يغطي السوق السعودي به 30 شركة مدرجة.
وأضاف النعيمي أن أهم الميزات التي تحفز المستثمرين على الاستثمار في الصناديق الاستثمارية، مقارنة بالأسهم المفردة هي عدم البحث عن الأسهم واحداً تلو الآخر، وتقليل المخاطر بشكل كبير، وسهولة التداول، وضمان مناسبة الأسعار، وعدم الحاجة إلى مبالغ كبيرة للاستثمار عدا عن الشفافية الموجودة في تلك الصناديق، وتقليل الخسائر بحيث إذا تأثر أحد أسهم المحفظة فإن باقي الأسهم تعوض هذا التأثر.
وضرب النعيمي مثالاً بأنه في حال اشترى أحد المستثمرين 4 أسهم فقط في الصناديق الأربعة في سوق أبوظبي على سبيل المثال، فإنه يكون تملَّك في 72 شركة تقع في الإمارات والسعودية والكويت، لافتاً إلى أن الاستثمار طويل الأمد أو المستمر هو أفضل طريقة استثمارية في الصناديق لا سيما أن بعض تلك الصناديق توزع أرباحاً نصف سنوية على الملاك.
وأشار النعيمي إلى أن انتشار الصناديق الاستثمارية المتداولة بدأ في فترة التسعينيات ولاقت إقبالاً كبيراً من المستثمرين حول العالم، حيث يتم إيداع مجموعة من الأسهم على شكل وحدات داخل محفظة واحدة ويمكن تصنيف الأسهم في المحفظة الواحدة على شكل قطاعات مالية متخصصة أو حسب نطاق جغرافي معين لتلك الشركات.
من ناحيته، قال وسيط مالي رئيسي في الأنصاري للخدمات المالية؛ أيمن تيسير ملاك: إن الصناديق الاستثمارية تعد مناسبة بشكل كبير لعدد من المستثمرين بالدرجة الأولى وهم صغار المستثمرين، الذين يمكنهم شراء أسهم متنوعة برأس مال قليل، والمستثمرون الجدد الذين لا يملكون الخبرة الكافية في أسواق المال، والمستثمرون الذين لا يملكون الوقت الكافي للمتابعة الآنية لأداء الأسهم في الأسواق، إضافة إلى المستثمرين الذين يبحثون عن تنوع استثماراتهم والأرباح شبه المنتظمة على المدى المتوسط والبعيد.
وأشار ملاك إلى أن نسبة المخاطر تقل بنسب متفاوتة إذا ما تمت مقارنة الاستثمار في الصناديق بالأسهم المنفردة، إذ إن نسبة المخاطرة تساوي نسبة مشاركة سهم معين في أحد المحافظ، إذ إن بعض الأسهم قد يشكل ما بين 30 و50% من قيمة أحد المحافظ الاستثمارية على سبيل المثال.
من ناحيته، قال أحد المستثمرين في أسواق الأسهم في الدولة سامر علي، إن المحافظ الاستثمارية للأسهم تعد مناسبة لنوعيات عدة من المستثمرين في أسواق المال، وهم المستثمرون الجدد حيث تكون الفرصة مناسبة لدراسة حركة الأسهم وفهم التداولات دون وجود مخاطر كبيرة.
وأشار علي إلى أن الاستثمار في المحافظ يقلل المخاطرة على رأس المال المستثمر بنسبة تزيد على 80% مقارنة بالتداول على الأسهم المفردة، إذ تتوافر في الصناديق ميزة «التعويض» بحيث إذا انخفض أحد الأسهم في الصندوق الذي يتكون في الأغلب من 10 أسهم فأكثر، فإن باقي الأسهم تعوض هذا الانخفاض بأرباح مجتمعة، بحيث لا يستشعر المستثمر انخفاض أحد أسهم المحفظة مقابل الأسهم المفردة التي إذا انخفض أحدها فإن يؤثر سلباً في رأس مال المستثمر.