الخميس 18 رمضان 1445هـ 28-مارس-2024م
ADVERTISEMENT

بعد تحليقها عاليا .. صناديق أسهم الميم المتداولة تتهاوى تباعا

صناديق - وكالات

ربما تعهد جمهور صفحة وول ستريت بيتس على موقع ريديت في يوم من الأيام بجعل أسهم الميم “تحلق عاليا”. بدلا من ذلك، الاستثمارات الثابتة والمملة والراسخة تفوقت على أسهم الميم وعلى الصناديق المتداولة في البورصة التي تركز عليها.

ضعف أداء صناديق أسهم الميم المتداولة في البورصة، المدفوعة بوسائل التواصل الاجتماعي، يرجع بشكل جزئي إلى الأداء الضعيف للأسهم المفضلة مثل شركة بيع ألعاب الكمبيوتر جيم ستوب، ومشغلة السينما إيه إم سي، وصانعة السيارات الكهربائية ريفيان.

في وقت مبكر هذا الأسبوع، تراجع صندوق راوند هيل ميم المتداول في البورصة 60 في المائة تقريبا منذ إطلاقه في كانون الأول (ديسمبر)، مع انخفاض صندوق فانيك سوشال سينتمينت المتداول في البورصة 40 في المائة، وصندوق سوفاي سوشال 50 المتداول في البورصة 35 في المائة خلال الفترة نفسها. مقارنة، خسائر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 البالغة 14 في المائة خلال الفترة نفسها تبدو متواضعا.

“تقدم هذه الصناديق انكشافات محدودة ومستهدفة بشكل عال، تجلب معها احتمال حدوث تقلبات كبيرة، وعلى أي شخص يفكر في التخصيص أن يكون مستعدا تماما”، حسبما قال كينيث لامونت، كبير محللي الاستراتيجيات السلبية في “مورنينيج ستار”.

من جانبه، قال تود روزنبلوث، رئيس الأبحاث في “إي تي إف تريندز”، “إنها استراتيجية استثمارية تلاشت في 2022. نهج الميم للاستثمار هو نهج قائم على المخاطرة ولا يجدي نفعا هذا العام”.

يملك “راوند هيل” محفظة متساوية الترجيح مكونة من 25 سهما أمريكيا “تعرض مزيجا من نشاط وسائل التواصل الاجتماعي المرتفع وحيازة عالية على المكشوف”.

الصندوق مبني على فكرة أن منصات مثل تويتر وريديت وديسكورد وستوك تويتس عززت قدرة المستثمرين على استهلاك الأفكار البحثية والاستثمارية وتبادلها.

تتم إعادة موازنة مؤشره الأساسي كل أسبوعين بناء على عدد الإشارات على منصات تواصل اجتماعي مختارة خلال الـ14 يوما الماضية.

حقيقة أنه لا يزال يحتفظ بأسهم “جيم ستوب” و”إيه إم سي”، إلى جانب أمثال “ريفيان” و”بيوند ميت” و”روبن هود”، تظهر أن هذه الأسهم لا تزال تسيطر على أفكار كثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.

بالمثل، يتجه “فانيك سوشال” مباشرة إلى أسهم الشركات الأمريكية الـ75 ذات القيمة السوقية المرتفعة “التي تظهر أعلى درجة من الشعور الإيجابي للمستثمر والتصور الصاعد استنادا إلى المحتوى الذي تم تجميعه من مصادر عبر الإنترنت، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والمقالات الإخبارية ومنشورات المدونات ومجموعات البيانات البديلة الأخرى”. تتم إعادة تكوينه على أساس شهري.

محفظته الحالية عبارة عن مزيج من شركات التكنولوجيا الكبيرة، مثل ميتا وأبل وأمازون، وأسهم الميم المعروفة – لم يكن أداء أي منها جيدا في الأشهر الأخيرة.

يستهدف “سوفاي سوشال” أكثر 50 سهما أمريكيا حيازة في حسابات الوساطة ذاتية التوجيه على منصة التداول والاستثمار “سوشال فاينانس”، ويعاد وزنه شهريا.

أكبر حيازاته هي، مرة أخرى، مزيجا من أسماء التكنولوجيا والميم، بقيادة أبل وتسلا وريفيان. تشكل ريفيان 6 في المائة، على الرغم من عدم تصنيفها من بين أكبر 300 شركة في أمريكا.

قال لامونت، “كان الوزن الزائد لريفيان أكبر مساهم منفرد في تعثر كل من سوفاي سوشال وراوند هيل هذا العام”، على الرغم من أن هذا كان بعيدا عن “قصة سهم مفرد”.

أضاف لامونت، “الصناديق المتداولة هذه لديها معامل بيتا مرتفع حسب تصميمها، وهي تتفوق على السوق في الأسواق الصاعدة ويضعف أداؤها في الأسواق الهابطة”.

إليزابيث كاشنر، مديرة تحليلات الصناديق العالمية في “فاكتسيت”، اتفقت مع ذلك قائلة، “عند أبسط المستويات، تؤدي هذه الصناديق كما تم تصميمها”، مشيرة إلى أنها “مصممة لتركز على قطاع متخصص محدود للغاية في السوق. ينظر إليها على أنها فرص لبناء الثروة إذا تمكنت من العثور على مجال التركيز المناسب في الوقت المناسب، لكن هناك شيئا مثل وجود المجال الخطأ في الوقت الخطأ (…) إذا كنت تعبث بسكاكين حادة، فقد تتسبب في قطع أصابعك”.

أشار روزنبلوث إلى أن المستثمرين تمت مكافأتهم هذا العام على استراتيجيات الأسهم الدفاعية التي كانت تميل إلى أن تكون أبطأ في النمو، أو دافعة للأرباح، أو شركات في قطاع المرافق أو السلع الاستهلاكية أو الطاقة. “لا تميل صناديق وسائل التواصل الاجتماعي التي تركز على أسهم الميم هذه إلى أن يكون لديها انكشاف بشكل كبير على هذه القطاعات، لذا فهي تكافح”.

تراجعت أصول “راوند هيل” من ذروة بلغت 356 مليون دولار في آذار (مارس) 2021 إلى 79.7 مليون دولار، و”سوفاي سوشال” من 30 مليون دولار في تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 17.3 مليون دولار، و “سوفاي سوشال” من 2.1 مليون دولار في نهاية 2021 إلى مليون دولار.

مع هذا التراجع السريع، أشار لامونت إلى أن بعضها قد لا يعيش طويلا. قال، “إذا كان التاريخ يمثل أي دلالة، فإن معدلات البقاء المنخفضة لمثل هذه العروض المتخصصة لا تبعث الثقة”.

مع ذلك، قال ويل هيرشي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة راوند هيل إنفستمنتس، إنه ليس لديه خطط للإغلاق. أضاف، “أطلقنا الصندوق منذ ستة أشهر فقط، لذا سنعطيه فرصة”، رغم أنه اعترف قائلا، “نحن نخسر أموالا على الصندوق، لا مفر من ذلك”. أوضح أن الصندوق المتداول في البورصة بحاجة إلى جمع “نحو 30 ـ 40 مليون دولار لتحقيق نقطة التعادل”.

وأصر على أن “راوند هيل” ما زال يحقق الهدف المنشود باعتباره “أداة تداول مضاربة قصيرة الأجل”. قال، “من نواح عديدة، من المفترض أن يكون أداة تجارية بدلا من الشراء والاحتفاظ طويل الأجل. هناك فترات في السوق تؤدي فيها الشركات التي يتم الحديث عنها على وسائل التواصل الاجتماعي ـ ولديها حيازة عالية على المكشوف ـ أداء جيدا للغاية. يمكن للناس الاستفادة من فترات النشوة هذه والاختيار بين مركز دائن أو مركز مكشوف”.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *