السبت 11 شوال 1445هـ 20-أبريل-2024م
ADVERTISEMENT

صناديق التحوط تنصب شباكها حول قطاع التكنولوجيا الحيوية المتراجع

صناديق – وكالات

بدأت صناديق التحوط في البحث عن صفقات في قطاع التكنولوجيا الحيوية المتراجع، وهي تراهن بذلك على أن عمليات البيع الشرسة أخذت مجراها وأن التقييمات المنخفضة ستعيد الحياة إلى الصفقات من جديد.

انخفض مؤشر ناسداك لأسهم التكنولوجيا الحيوية بمقدار الثلث تقريبا عن أعلى مستوى له على الإطلاق في آب (أغسطس) الماضي، حين أفسحت الآمال المرتبطة بجائحة كوفيد – 19، التي عززت الصناعة، المجال لمخاوف بشأن ارتفاع أسعار الأسهم فوق قيمتها الحقيقية بسبب ارتفاع الطلب عليها. بدورها، تركت عمليات البيع الحادة عديدا من الشركات تكافح في سبيل جمع تمويل جديد.

ويعتقد بعض مديري صناديق التحوط الآن أن الأسعار انخفضت كثيرا مقارنة بتوقعات الشركات بشأن تطوير الأدوية وكذلك مستويات النقد المتبقية لديها. وبدأ هؤلاء المستثمرون بشراء الأسهم بسعر رخيص، ومنهم من أطلق محافظ للاستفادة من الاضطرابات الحاصلة.

قال ميشيل غيسوالدي، مؤسس مجموعة إنفينيتي إنفستمنت بارتنرز للاستثمار التي يوجد مقرها في لندن، “هذا أسوأ تصحيح رأيته في قطاع التكنولوجيا الحيوية خلال مسيرتي المهنية على مدار 22 عاما”. أضاف، “لم نشهد ضغوطا كهذه من قبل”.

مجموعة إنفينيتي التي تدير أصولا بقيمة 1.5 مليار دولار، أطلقت أخيرا صندوقا جديدا للتركيز على الفرص التي توجد في قطاع علوم الحياة. أضاف غيسوالدي أن القطاع بكل المقاييس “رخيص كما كان دائما”.

عزا المطلعون على الصناعة الأسباب الكامنة خلف عمليات البيع في القطاع، جزئيا، إلى مغادرة من يسمون المستثمرين السياحيين من غير المتخصصين في التكنولوجيا الحيوية، لكنهم كانوا فقط يبحثون عن العوائد خلال المراحل الأولى من الجائحة. كما زاد قلق المستثمرين بشأن التدقيق التنظيمي على عقد الصفقات واحتمال أن يبدأ التمويل في النفاد من الشركات.

وثبت أن انعكاس السوق الذي نتج عن ذلك كان صعبا بشكل خاص بالنسبة لقطاع اعتاد على أسعار الفائدة المنخفضة بشكل قياسي وسوق الأسهم الصاعدة التي بدا أنها لن تنتهي أبدا. ويتم تقييم الأرباح المستقبلية للشركات بدرجة عالية عندما تقترب أسعار الفائدة من الصفر، لكنها تبدو أقل عندما ترتفع تكاليف الاقتراض.

“بعد الخروج من نفق كوفيد، ومع ارتفاع التضخم بوتيرة أعلى من توقعات كل البنوك المركزية، واجه قطاع التكنولوجيا الحيوية محنة غير متوقعة”، حسبما قال فيليب وولجين، الرئيس التنفيذي لشركة كلينوفيل فارماسوتيكالز الأسترالية، التي انخفض سعر سهمها من نحو 45 دولارا أستراليا في أيلول (سبتمبر) إلى 15 دولارا أستراليا “عشرة دولارات أمريكية”.

أضاف أنه بعد الانخفاض “الكارثي” الذي شهده القطاع، أصبح مديرو الصناديق والمصرفيون “يعربون علانية عن نفورهم من الاستمرار في هذه المشاريع المحفوفة بالمخاطر”، في إشارة إلى الشركات الداعمة التي تتوقع إيرادات ضئيلة في المدى القريب، إلا أنه قال إن المستثمرين بدأوا في البحث عن “أعمال حقيقية” في هذا القطاع.

في الوقت نفسه، جفت نشاطات الاندماج والاستحواذ التي تشكل عادة دعما كبيرا للتقييمات، بينما تبحث شركات الأدوية الكبرى عن طرق لبناء خطوط لإنتاج الأدوية الخاصة بها. في الأشهر الستة الأولى من هذا العام انخفض عدد الصفقات إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عقد من الزمن، بحسب شركة إيفاليويت فارما.

وأثرت عمليات البيع في بعض صناديق التحوط المتخصصة في مجال الرعاية الصحية بشدة. ومن أكثر الصناديق معاناة صندوق بيرسبيكتيف أدفايزرز الذي يتخذ من نيويورك مقرا له، خسر نحو 32 في المائة العام الماضي وانخفض 35 في المائة هذا العام حتى أواخر حزيران (يونيو)، وفقا للأرقام التي أرسلت إلى المستثمرين وشخص مطلع على أداء الصندوق.

صندوق هيلث ماستر التابع لصندوق إنديورانت كابيتال ـ مقرها كاليفورنيا ـ الذي يديره المتداول الفيتنامي كوانج فام، خسر 6.8 في المائة هذا العام حتى نهاية أيار (مايو)، على الرغم من أنه حقق بعض التقدم في حزيران (يونيو). وفي العام الماضي أغلقت شركة أسيميتري كابيتال ـ مقرها سان فرانسيسكو ـ بعد تعرضها لخسائر جعلت مؤسسها يؤكد مدى الصعوبة التي تواجهها الصناديق الصغيرة التي تركز على الاستثمار في التكنولوجيا الحيوية.

مع ذلك، يعتقد بعض المديرين أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب للتعرض لهذا القطاع.

قال أندرو كليفورد، الرئيس التنفيذي لشركة بلاتينوم أسيت مانيجمنت ـ مقرها سيدني ـ التي تدير أصولا تبلغ 14 مليار دولار، “هذا المجال هو الوحيد الذي يوجد فيه استسلام كامل ومطلق”. وقد بدأت الشركة بإطلاق نسخة خاضعة للتنظيم الأوروبي من صندوق العلوم الصحية الذي تقوم بإدارته بالفعل، في الوقت الذي تحاول فيه التربح من عمليات البيع.

كذلك أضافت إس واي زد كابيتال إلى مراكزها في الصناديق التي تتداول في القطاع، وهي ترى فرصا في الولايات المتحدة وفي الصين، لكن على المدى الطويل. قال سيدريك فوينير، رئيس الصناديق المدارة البديلة السائلة، “نحن متفائلون بشأن أسهم التكنولوجيا الحيوية”.

وقد استعانت وحدة صندوق أوكونور للتحوط التابعة ليو بي إس في وقت سابق من هذا العام بفريق من “أليرا بارتنرز” لإدارة استراتيجية جديدة تراهن على ارتفاع الأسعار وهبوطها والتركيز على علاجات الرعاية الصحية. هذه الاستراتيجية هي جزء من صندوق أوكونور متعدد الاستراتيجيات، لكن يمكن إطلاقها أيضا كصندوق منفصل، كما قال شخص مطلع على الخطط التي وضعتها الشركة.

“الرعاية الصحية هي مثال ممتاز على المكان الذي نريد أن نتعرض له”، بحسب كيفين راسل، كبير مسؤولي الاستثمار، الذي يعتقد أن هناك قدرة استيعابية لصفقات تزيد قيمتها عن تريليون دولار في هذا القطاع، حيث تحاول شركات الأدوية بناء خط لأدويتها قيد الإنتاج. أشار راسل إلى أن هناك “القليل جدا من التمييز بين الأسهم” من قبل المستثمرين.

قال، “نعتقد أن هذا نتج عن نقص الخبرة والمعرفة العلمية” بين المستثمرين، وأن ذلك سيوفر فرصا لصندوق أوكونور لكسب المال من المراهنة على ارتفاع الأسعار وهبوطها.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *