إطلاق أول صندوق لتحوّل الطّاقة في سلطنة عُمان برأسمال 200 مليون دولار

صناديق - وكالات

أعلن جهاز الاستثمار العُماني، عن إطلاق أول صندوق استثماري متخصّص في تحوّل الطاقة في سلطنة عُمان، بالشراكة بين صندوق عُمان المستقبل وشركة «تمبل ووتر» الصينية، برأسمال يبلغ 77 مليون ريال عُماني أي ما يعادل 200 مليون دولار أمريكي، وبإسهامٍ متساوٍ بنسبة 50 بالمائة لكلا الطرفين.

ويهدف الصندوق المشترك إلى تسريع وتيرة التحول في قطاع الطاقة في سلطنة عُمان، وتعزيز الجهود الرامية إلى تنويع مصادر الدخل بما يتماشى مع رؤية «عُمان 2040» من خلال الاستثمار في مشروعات مبتكرة تدعم أهداف الحياد الصفري وتفتح آفاقًا جديدة للنمو الاقتصادي المستدام.

ويعد هذا الصندوق من المبادرات الرائدة في مجال الطاقة النظيفة والتحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، بما يتماشى مع التزام سلطنة عُمان بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

كما يهدف رأس المال الأولي للصندوق إلى تحفيز جذب رؤوس أموال إضافية واستقطاب فرص استثمارية نوعية وذات قابلية للتوسع، وستكون جميع فرص الاستثمار داخل سلطنة عُمان، بما يدعم طموحها في أن تصبح مركزًا إقليميًّا لحلول الطاقة المتجددة.

ويستهدف الصندوق الاستثمار في قطاعات حيوية ومشروعات استراتيجيّة تشمل الوقود الأخضر، ومراكز البيانات منخفضة الانبعاثات، وتخزين الطاقة، والتنقل الذكي، والطاقة المتجدّدة بجميع أشكالها، بما في ذلك الطاقة الشمسيّة وطاقة الرّياح، كما سيولي اهتمامًا خاصًّا بتطوير حلول وتقنيات مبتكرة في مجالات كفاءة الطاقة والابتكار الصناعي، بما يواكب احتياجات السوق العُمانية والأسواق الإقليمية.

تم إنشاء الصندوق ليكون منصة لتحفيز تدفق الاستثمارات المشتركة؛ إذ يهدف إلى تطوير مشروعات ذات جدوى تجارية بالشراكة مع مؤسسات القطاعين العام والخاص، إلى جانب العمل على استقطاب المزيد من الاستثمارات من داخل سلطنة عُمان وخارجها لتوسيع نطاق برامجه ومبادراته المستقبلية.

وستتيح هذه الشراكة لشركة «تمبل ووتر» -إحدى الشركات الرائدة في إدارة الأصول البديلة- تسخير شبكتها العالمية وشراكاتها التقنية لنقل وتوطين حلول مبتكرة قابلة للتوسع داخل سلطنة عُمان بما يتماشى مع دور صندوق عُمان المستقبل الرامي إلى تحفيز الاقتصاد الوطني وتعزيز الشراكات الاستراتيجية وتحقيق قيمة اقتصادية مضافة.

وأكد معالي عبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، أن هذه الشراكة تمثل خطوة استراتيجية مهمة ضمن جهود الجهاز لترسيخ مكانة سلطنة عُمان باعتبارها مركزًا إقليميًّا وعالميًّا لحلول الطاقة النظيفة والمتجدّدة، مشيرًا إلى أن الجهاز يسعى إلى استقطاب الخبرات وأفضل الممارسات العالمية لدعم جهود سلطنة عُمان لتكون مصدرًا رائدًا للوقود الأخضر وحلول الطاقة المتجدّدة.

من جانبه، قال ملهم بن بشير الجرف نائب رئيس جهاز الاستثمار العُماني للاستثمار إن إعلان هذا الصندوق يأتي بالتزامن مع تسارع الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة تحديات التغير المناخي والبحث عن مصادر طاقة نظيفة ومستدامة؛ إذ تسعى سلطنة عُمان إلى أن تكون من الدول الرائدة في إنتاج وتصدير الوقود الأخضر، وتهيئة بيئة استثمارية جاذبة، موضحًا أن الصندوق سيسهم في نقل أفضل الممارسات العالمية وتطوير منظومة الابتكار بما يضمن تحقيق عوائد مستدامة على المستويين الاقتصادي والبيئي.

من جهته، أوضح كليف زانغ، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «تمبل ووتر» أن هذا الصندوق يعكس التزام الشركة بالاستثمار في حلول تسهم في تحقيق منافع مناخية واضحة وعوائد قوية، وتعزز أمن الطاقة وثقة المستثمرين، مؤكدًا أن سلطنة عُمان ببيئتها التنظيمية الداعمة وتركيزها على الاستثمارات المستقبلية تُعدّ وجهةً مثاليّةً للصناعات المرتبطة بتحول الطاقة وتنويع الاقتصاد.

ومن المتوقع أن يُسهم الصندوق في استقطاب شركاء استراتيجيين ومستثمرين من مختلف دول العالم، بما في ذلك الشركات الكبرى العاملة في مجالات الطاقة المتجدّدة والتقنيات النظيفة، ليكون منصّة متكاملة تدعم الابتكار والاستدامة وتمكين المشروعات الناشئة في هذا القطاع الحيوي.

ويُعد هذا التعاون خطوة جديدة ضمن سلسلة المبادرات التي يقودها “صندوق عُمان المستقبل” منذ تأسيسه مطلع عام 2024، برأس مال قدره مليارَا ريال عُماني أي ما يعادل 5.2 مليار دولار أمريكي، ويخصّص 90 بالمائة من رأسماله للمشروعات المحلية الاستراتيجية و10 بالمائة لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.

وسيعمل الصندوق المشترك على بناء شراكات فعّالة مع مؤسسات القطاعين العام والخاص، وتوفير فرص جديدة للتدريب وبناء القدرات في قطاع الطاقة المتجدّدة، إلى جانب دعم البحث والتطوير في هذا المجال الحيوي.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *