رغم معارك ترامب التجارية.. الصين تزداد جاذبية لصناديق الأسهم الأمريكية

صناديق - وكالات

توقعت شركة «باين آند كومباني»، انتعاشا قويًا لاستثمارات الأسهم الخاصة في الصين، مدفوعا بزيادة التدفقات الرأسمالية المقبلة من الشرق الأوسط وإستراتيجيات تكيف من جانب صناديق أمريكية.

وقد تؤدي قوة دفع إيجابية في الصين إلى توقعات أكثر تفاؤلا للعام الجاري والعام المقبل، بحسب «سيباستيان لامي»، الرئيس المشارك لقسم الاستثمار الخاص في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة الاستشارات العالمية، الذي أشار إلى عدة عوامل تُعزز هذا التفاؤل.

ترافق الارتفاع الأخير في سوق الأسهم، والذي حفزته طفرة أحدثتها شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة «ديب سيك»، مع بعض الاتجاهات المتوسطة الأجل المتعلقة بالسوق الصينية، ما أدى إلى تحسين التوقعات الكلية، وفقا للامي.

وساعد نمو تدفقات رأس المال الخاص، وبالتحديد من الشرق الأوسط، على سد فجوة أحدثتها زيادة تحفظ بعض مستثمري الأسهم الخاصة الغربيين في التعاطي مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بفعل التوترات الجيوسياسية، وفقا لخبير الاستثمار.

وقال مارك أنطاكي، نائب رئيس الإستراتيجية والمخاطر في شركة مبادلة للاستثمار الإماراتية، خلال ندوة في هونج كونج: «بدأنا في نشر رأس المال في الصين منذ 2015؛ وبقينا مستثمرين هناك، في الوقت الذي انسحب فيه عديد من الشركات الغربية من الصين»، وفقا لما نقلته عنه صحيفة «ساوث تشاينا مورنينج بوست».

وتعمل بعض الصناديق ذات الأصول الأمريكية على تكييف إستراتيجياتها بشأن الصين باتجاه استثمارات أقل مخاطرة وانكشافا، بحسب لامي. وقال إن الشركات التي لديها قدم في الصين وقدم في بقية آسيا (…) يمكنها إضافة قيمة فعلية من خلال كونها دولية؛ لديها انكشاف على الصين، ولكن ليس انكشافا كاملا.

ولاحظ «لامي» أن استثمارات التكنولوجيا في المنطقة شهدت انتعاشا مع ترسيخ المعنويات الإيجابية في الأسواق العامة؛ وتوقع أن تقود التطورات الأخيرة، المتمثلة في زيادة ابتكارات آسيا بقيادة الصين، إلى زيادة استثمارات التكنولوجيا واتجاه مزيد منها إلى قطاعات التمكين مثل مراكز البيانات.

وفي العام الماضي، ارتفعت قيمة الصفقات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ 11%، وفقًا للتقرير السنوي لشركة “باين آند كومباني” حول الأسهم الخاصة الصادر يوم الثلاثاء، لتسجل 176 مليار دولار. وقال «لامي»، الذي شارك في إعداد التقرير: «نخرج الآن من سنوات شهدت فيها أسواق الأسهم الخاصة ركودا نسبيا في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ».

يشار إلى أنه في 2020، مثلت الصين أكثر من نصف إجمالي قيمة الصفقات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ؛ لكن هذه النسبة انخفضت إلى 27% العام الماضي.

وفي 2023، تراجع إجمالي قيمة الصفقات في المنطقة إلى أدنى مستوى له منذ عقد، بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع أسعار الفائدة وتقلب أسواق الأسهم. وأصبحت الهند واليابان الوجهتين المفضلتين في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من تحديات الاقتصاد الكلي؛ فالهند ما زالت اقتصادا سريع النمو يجذب المستثمرين، بينما تجذب العوائد التاريخية القوية وفرص الخصخصة المتزايدة في اليابان استثمارات متزايدة من صناديق الأسهم الخاصة.

وتوقع «لامي» أن يشهد عام 2025 انتعاشا مستمرا بعد عام 2024 لأن القطاع تكيف مع واقع جديد على صعيد التطورات الاقتصادية الكلية في السنوات القليلة الماضية، واستمر في بناء فرق عمل مُهيأة لتوظيف رأس المال بكفاءة أكبر.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *