الجمعة 19 رمضان 1445AH 29-مارس-2024AD
ADVERTISEMENT

«جناح الاستدامة» يستهدف تغيير سلوكيات الناس ويصالح البشر مع الطبيعة في «إكسبو 2020 دبي»

صناديق - دبي

تنتظر الملايين من زوار جناح الاستدامة في «إكسبو 2020 دبي» رحلة مفعمة بالعاطفة تسرد القصة الساحرة لعلاقة البشرية بالطبيعة وتأثيرنا عليها، لتكشف في نهاية المطاف عن الترابط المعقد بين البشرية والطبيعة الذي يتجسد في أن معاناة أي منهما تعني معاناة الآخر، وكأن الحدث الأكبر عالمياً يسعى لعقد مصالحة بين البشر والطبيعة التي يعيشون فيها.

وفي هذا الإطار، تسلط «تيرّا»، جناح الاستدامة، الضوء على الضرورة الملحة لمعالجة الآثار البيئية السلبية الناجمة إلى حد كبير عن السلوك البشري، من خلال تجربة جذابة وشخصية مصممة لتمكين الزوار من فهم تأثيرهم على البيئة ودفعهم ليكونوا عوامل للتغيير.

وسوف تجسد تيرّا (التي تعني أمنا الأرض) التزام دولة الإمارات و«إكسبو 2020 دبي» تجاه الاستدامة، لتمثل حافزاً للتغيير في الإمارات والمنطقة والعالم، عبر نهجها الفريد للتواصل الذي يستهدف الناس من جميع الأعمار.

وتمثل الاستدامة أحد الموضوعات الفرعية الثلاثة لإكسبو 2020، وسيكون الحدث الدولي، والذي يستمر ستة أشهر، منصة لتحفيز التغيير ومشاركة الحلول واستكشاف الأفكار الجديدة التي تشجعنا على العمل المشترك من أجل إنقاذ كوكبنا.

تأثير هائل

وقال جون بول، مدير إدارة جناح الاستدامة في «إكسبو 2020 دبي»: «كان للبشرية تأثير هائل على العالم، وتم تصميم تجربة تيرّا في إكسبو 2020 لتكشف عن حجم هذا التأثير بطريقة شخصية وملهمة.

ستكون تجربة رائعة ومفعمة بالعاطفة في بعض الأحيان، حيث يقف الزوار وجهاً لوجه أمام أهمية خياراتهم الفردية. ونأمل أن يخرجوا بمنظور جديد يلهم ملايين الناس من جميع الأعمار على اتخاذ إجراءات في حياتهم الخاصة، حيث نجتمع ونعمل معا من أجل مستقبل أفضل».

وتعمل «تيرّا»، التي يتم الكشف عنها للجمهور في 22 أبريل بمناسبة يوم الأرض، على دمج التجربة في جناح الاستدامة في إكسبو 2020 وما حوله، وهي عمل معماري فريد يدفع حدود التصميم المستدام لآفاق جديدة ويستكشف التقنيات المتطورة.

أقسام متعددة

وتجري تجربة الزائر عبر أقسام متعددة من الجناح، بما في ذلك منطقتان في طابق سفلي. وتبدأ التجربة في وادٍ – مجرى نهر جاف – وتحكي قصة الجزيرة العربية، لتوضح حقيقة أن إكسبو الدولي المقبل هو الأول الذي يقام في العالم العربي.

ويمكن للزوار، الكبار منهم والصغار، السير في مسارات الأفيال الضخمة، واقتفاء أثر الفهود، واستكشاف الحياة النباتية والحيوانية في شبه الجزيرة العربية، مع تعلم الكيفية التي تتيح للبشرية والطبيعة التعايش في وئام.

وستعمل النماذج الضخمة المستوحاة من المعالم البارزة لمنطقة العرض، بعد ذلك، على شرح قضايا الاستدامة ومفاهيمها الرئيسية. وتشمل تلك النماذج متاهة التوازن العملاقة التي تتطلب من عدة أشخاص العمل معاً لتحقيق التوازن لكوكب الأرض، في تجسيد للشعار الرئيسي لإكسبو 2020 دبي «تواصل العقول وصنع المستقبل».

مفترق طرق

ويصل الزوار بعدها إلى مفترق طرق، حيث تتحول رحلتهم إلى شكل «اختر مغامرتك». هل ستنطلق في مغامرة «في أعماق المحيط» أو «في أعماق الغابة»؟ سيأخذ مسار الغابات الزائرين عبر «شبكة الأخشاب العنكبوتية» للتعرف على الشبكة التكافلية المدهشة للجذور والفطريات التي تسمح للأشجار بالتواصل ومشاركة الموارد.

أما مسار «في أعماق المحيط» فيتيح رحلة استكشافية رائعة في عالم الحيتان وأبقار البحر والمحار والأحياء البحرية الأخرى.

تخيل أن تستمتع بأغنية حب من الحيتان وأنت تتقدم لتستكشف الأسرار الخفية للكائنات الحية المضيئة التي تسكن المناطق قاتمة الظلمة في المحيط. بعد أن يتوقف الزوار قليلا لالتقاط أنفاسهم المنبهرة مما رأوه من روعة عالم الطبيعة، سينتقلون لمواجهة واقع التأثير السلبي للبشرية على الطبيعة.

تغيير السلوك

وستُظهر قاعات الاستهلاك، حجم الضرر الناجم عن اختيارات المستهلك من خلال منشآت مثل «ناشَر» (تعني الذي يعض على أسنانه)، وهي آلة استهلاك عملاقة لا تشبع تستهلك كميات لا حصر لها من الموارد الطبيعية لإنتاج المنتجات الاستهلاكية ذات الاستخدام الواحد، مما يوضح كيف تعتمد خياراتنا على استغلال سخاء كوكب الأرض غالباً بلا داع.

وبعد قسم المواجهة هذا، يجري تشجيع الزوار على التطبيق الذاتي للمستفاد من مشاهداتهم وأن يكونوا أكثر وعياً بخياراتهم. وستتحدى سلسلة من سيناريوهات «هل تفضل؟» الزوار لدفعهم إلى النظر في كيفية تأثير سلوكياتهم الفردية بشكل مباشر على كوكبنا.

وستنقلب الرحلة بعد ذلك رأساً على عقب في مختبر القيَم المستقبلية. يجسد المختبر رسالة إكسبو 2020 «أهلاً بالمستقبل»، ويمثل مساحة مليئة بالأمل تطرح حلولاً للتحديات والقضايا والمخاوف التي أثيرت في المراحل السابقة.

ويجري عرض دراسات الحالة من المجتمعات ورواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة والحكومات والعلماء وغيرهم ممن يعملون على الحفاظ على البيئة وبيان تطبيقاتها التي تمت عبر المبتكرين والعلماء ورواد الأعمال (بمن في ذلك المستفيدون من منح إكسبو لايف برنامج الابتكار والشراكة البالغ تمويله 100 مليون دولار من إكسبو 2020 دبي) الذين سيكونون حاضرين لمناقشة مشاريعهم مع الزوار.

وتتوج تجربة «تيرّا» بالطلب من الزوار أن يقدم كل منهم تعهداً شخصياً بدعم التغيير الإيجابي. قد يكون هذا التعهد في بساطة تقليل الطعام المهدر أو عدم استخدام الأوعية البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. ولكن من خلال الطاقة الاستيعابية للجناح البالغة 4400 زائر في الساعة على مدار 173 يوماً، فقد يساوي هذا التعهد ملايين التغييرات التي تساعد في الحفاظ على البيئة.

تجربة مذهلة

وقالت منى العلي، مدير أول المحتوى، تطوير الإرث، في إكسبو 2020 دبي: «بعد تجربة تيرّا المذهلة والمحفزة للتفكير، سيتم تشجيع الزوار على إجراء تغييراتهم الخاصة على المستوى المحلي. وسيساهم هذا، جماعياً على نطاق عالمي، في حماية مواردنا الطبيعية ورعايتها. الخطوات الصغيرة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً».

وخلال فترة إقامة إكسبو 2020، ستستضيف تيرّا أيضاً فعاليات ترفيهية ومحفزة للتفكير، مثل العروض العلمية والعروض الثقافية التي تجسد موضوع الاستدامة. ستكون جميع الأطعمة والمشروبات في تيرّا من مصادر مستدامة ومعبأة بشكل مستدام، وسيتمكن الزائرون من معرفة مصدر طعامهم وتأثيره على البيئة.

معايير

تم تصميم الجناح لتلبية معايير لييد البلاتينية للمباني المستدامة – وهي أعلى شهادة اعتماد متاحة للهندسة المعمارية المستدامة. وسيطبق أعلى معايير الاستخدام الفعال للطاقة والمياه وإعادة استخدامها ويستكشف أحدث التقنيات المستدامة.

ستستمر تيرّا في إلهام الأجيال المقبلة وستكون مثالاً لتصميم المباني المستدامة لفترة طويلة بعد إسدال الستار على إكسبو 2020، حيث سيصبح المبنى جزءاً أساسياً من دستركت 2020، المدينة متعددة الاستخدامات التي سيتحول إليها موقع إكسبو.

فعاليات

وتمثل تيرّا – جناح الاستدامة – أول ما يكشف عنه إكسبو 2020 من تجارب أجنحة الموضوعات الفرعية الثلاثة. والموضوعان الآخران هما الفرص والتنقل.

وتنطلق فعاليات إكسبو 2020 دبي من أكتوبر 2020 وحتى أبريل 2021. ويُتوقع لهذه الوجهة العالمية أن تستقطب أكثر من 25 مليون زيارة، وأن يأتي نحو 70% من زوارها من خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي أعلى نسبة من الزوار الدوليين في تاريخ إكسبو الدولي.

ومن المتوقع أن يشارك في الحدث الضخم 190 دولة سيكون لكل منها جناحها الخاص، وهي سابقة أخرى تحدث للمرة الأولى في إكسبو دولي.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *