الخميس 18 رمضان 1445AH 28-مارس-2024AD
ADVERTISEMENT

صناديق التحوط تغازل آسيا.. والأمريكيون مهتمون بسندات الصين

صناديق - وكالات

يعد المستثمرون الأمريكيون من بين العديد من الأجانب الذين يتطلعون إلى الربح من الأسواق الصينية، بخاصة سوق السندات الذي يعتبر من مجالات الاهتمام الواضحة بالنسبة إليهم.

إذ يبلغ عائد السندات الصينية لأجل 10 سنوات أكثر من 3.2%. مقابل 1.7% فقط لنظيرتها الأمريكية. ما يمنح المستثمرين في سندات الحكومة الصينية عائدات أعلى بكثير.

وقالت تاو وانج، رئيس اقتصادات آسيا وكبير الاقتصاديين الصينيين في «يو بي إس»: «هناك زيادة هيكلية في الفائدة من منظور سوق السندات. وبينما تمنح الصين عائداً مرتفعاً ومستقراً، لا تزال دول أخرى تبحث عن تدابير لتعزيز نموها الذي أدى إلى عوائد سلبية للعديد من السندات. وهذا يعني أنه يتعين على مشتري السندات أن يدفعوا للمُصدر عند استحقاقها، بدلاً من كسب المال منه».

ووفقاً لرويترز، امتلك المستثمرون الأمريكيون نحو 3.5% من إصدارات السندات الحالية المقوّمة باليوان حتى نهاية فبراير/ شباط، وأن الحيازات الأجنبية من السندات الحكومية الصينية بلغت نحو 10.6% من إصدارات الشهر الماضي.

وبحسب بيانات شركة «ويند إنفورميشن»، تضاعفت حيازات الأجانب من السندات الحكومية الصينية في غضون عامين فقط، لتصل إلى أكثر من تريليوني يوان (307.7 مليار دولار).

وخلال الأشهر القليلة الماضية، نمت هذه المشتريات بالنسبة لصندوق السندات الصيني التابع لشركة «جيه بي مورجان» لإدارة الأصول، بحسب ما صرّح مدير محفظة الدخل الثابت في آسيا جيسون بانج. معتبراً أنه لا يوجد أي سبب يمنع الصندوق من عدم الاستثمار في هذا السوق.

جنون الاستثمار

إلى ذلك، ذكرت بلومبيرج أن صناديق التحوط التي تركز اهتمامها على الاستثمار في آسيا، تتوقع ضخّ مزيد من الأموال الجديدة القادمة من أمريكا الشمالية وأوروبا وسط عزوف المستثمرين عن الأصول الأمريكية المبالغ في قيمتها واللجوء إلى الصين للاستفادة من تعافيها المبكر من الوباء، وأجزاء أخرى من المنطقة.

ووفقاً لصندوق «إيه بي إس أسيت مانجمنت»، قد يكون جنون الاستثمار الذي حصل في شركة «جيم ستوب» مؤخراً، والذي وضع المتداولين الأفراد وجهاً لوجه مع صناديق التحوط، سبباً لتلك التدفقات الآسيوية. مع سعي المستثمرين إلى تجنب خسائر مماثلة جرّاء ضغوط البيع على المكشوف.

وأظهر استطلاع أجرته مجموعة «كريدي سويس» على أكثر من 200 مؤسسة استثمارية مع 812 مليار دولار في أصول صناديق التحوط، أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ قد استحوذت على حصة المستثمرين الأكبر ممن يخططون لزيادة أصولهم، مع أكثر من 55% من مجموع طلبات الاستثمار، مقابل 20% فقط في أمريكا الشمالية.

وقال ريتشارد جونستون، رئيس الشؤون الآسيوية في شركة «ألبورن بارتنرز» في هونج كونج: «سنشهد هذا العام صافي تدفقات قوية إلى الداخل، وخصوصاً في مجال الأسهم، والائتمان الخاص».

صناديق التحوط الصغيرة

كما يمكن أن يساعد هذا التحول في تعزيز نمو صناعة صناديق التحوط الصغيرة نسبياً في آسيا، والتي تتمركز بشكل كبير في هونج كونج وسنغافورة. حيث يحاول اليوم المستثمرون في جميع أنحاء العالم إيجاد طرق بديلة والاستفادة من النمو الاقتصادي الذي تشهده المنطقة.

ووفقاً لبيانات «بريكن»، ارتفع إجمالي الأصول التي تديرها صناديق التحوط في آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 20% العام الماضي إلى 155.6 مليار دولار. وتتوقع شركات أخرى مزيداً من التدفقات الوافدة هذا العام.

وقال مديرو الصناديق إن الزيادة في التحفيز النقدي والمالي في أمريكا الشمالية وأوروبا قد تدفع بعض المستثمرين أيضاً إلى تخصيص المزيد من الأموال في آسيا، لتجنب زبد الأسواق الأمريكية. وقد ساعدت التغييرات التنظيمية الجديدة في الصين صناديقَ التحوط على الاستثمار بطريقة أسهل، مما عزز الطلب كثيراً.

يُذكر أن مؤشر «سي إس آي 300» الصيني تفوّق على مؤشر «إس أند بي 500» الأمريكي على مدار العامين الماضيين، وعاد وتجاوزه مرة أخرى في عام 2021 قبل التراجع الأخير.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *