الجمعة 19 رمضان 1445AH 29-مارس-2024AD
ADVERTISEMENT

أكبر صندوق أوروبي للعملات المشفرة يبيع أصوله ويراهن على استدامة بتكوين

صناديق - وكالات

في خطوة تناقض الطبيعة التقليدية لتداول العملات المشفَّرة، قامت شركة “نيكيل ديجيتال” لإدارة الأصول الرقمية Nickel Digital Asset Management بتسييل كامل أصول صندوق التحوُّط الرائد باستخدام استراتيجية مراجحة الأصول، وذلك بعد الانهيار الأخير الذي شهده أحد أكثر الأصول التي تحوذ ثقة كبيرة في القطاع.

لم تثر حالة القلق، وعدم الإقبال التي تشهدها الصناعة مخاوفَ مديري صندوق التحوُّط الذي يدير أصولاً بقيمة 200 مليون دولار، وجميعهم من خريجي “غولدمان ساكس”، و”جي بي ومورغان”، في حين انصبَّ تركيزهم على التفكير في إيجاد فرص تداول جديدة قبل إعادة هيكلة الأصول الرقمية لصندوق المراجحة.

يتوقَّع أناتولي كراشيلوف، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لأكبر صندوق تحوُّط للعملات المشفَّرة في أوروبا، انتهاءَ حالة الركود الحالية قريباً وسط مؤشرات على تزايد اهتمام المستثمرين من المؤسسات بتلك الأصول.

تمثِّل التناقضات بين الأسعار الفورية والمستقبلية الركيزةَ الأساسية للتداولات، ومصدرَ أرباح مستثمري العملات المشفَّرة، ومن بينهم “نيكيل ديجيتال” التي تدر عليهم عائداً سنوياً موثوقاً به من رقمين، ولكن تلك الفرضيات تغيَّرت منذ مايو الماضي، بعد أنْ أجبرت موجات البيع الضخمة بعض المستثمرين، وخاصة الأفراد، إلى تصفية استثماراتهم لتغطية ديونهم.

يقدِّر كراشيلوف حجم التصفية التلقائية للمراكز الاستثمارية المضاربة يوم 19 مايو الماضي فقط بنحو 9 مليارات دولار.

قال كراشيلوف في مقابلة: “سيكون يونيو شهر وفرة السيولة، والانتظار، والترقب، فقد أدت ظروف السوق على مدار ثلاثين يوماً إلى الانضباط المالي والحفاظ على السيولة، إلى حين تسمح تقديرات المخاطرة مقابل الفرص، وعودة نشاط الأسواق باستخدام فعَّال لرأس المال”.

مكاسب متواصلة

برغم تلك الخطوة، يبقى صندوق ترجيح الأصول الرقمية “إيجابياً إلى حدٍّ ما” خلال شهر يونيو، بفضل استراتيجياته الخاصة بالتقلُّبات، وعمليات المراجحة ثلاثية العملات، بحسب ما أشار إليه كراشيلوف، دون خوض في التفاصيل بسبب الامتثال لمتطلَّبات الجهات التنظيمية.

منذ تأسيسه في يونيو 2019؛ سجَّل الصندوق مكاسب شهرية متواصلة، كما حقق مكاسبَ سنوية بلغت 12.9%، مقارنةً بـ 3.4% حققها مؤشر HFRX EH المحايد لسوق الأسهم، الذي يعدُّ أقرب مؤشر مرجعي للصندوق.

يستثمر الصندوق في 12 من الأصول المشفَّرة، ويقوم بإجراء عمليات المراجحة عبر 17 بورصة حول العالم. ويعدُّ الصندوق محايداً لأداء السوق، مما يعني عدم استثماره وفقاً لرهانات صعود أو هبوط السوق، لكنَّه يستفيد فقط من تباين الأداء والأسعار للأصول نفسها فيما بين الأسواق.

تستخدم الشركة أجهزة كمبيوتر لتنفيذ 7 استراتيجيات مراجحة تشمل التداولات الأساسية، من أجل تحديد الفرص المتاحة خلال أجزاء من الثانية. ويقول “كراشيلوف”، إنَّ الثانية في حياته المهنية تمثِّل “الأبدية”.

لا يمثِّل ذلك النوع من الإيرادات أمراً متعارفاً عليه في عالم التشفير إلى حدٍّ كبير، لكن “كراشيلوف” قال، إنَّ الصندوق يقدِّم استثمارَ تشفيرٍ مستدامٍ، منخفض التقلُّب مقارنة بالاستثمارات التي قد تحقق عوائد ضخمة.

وغالباً ما تتسبَّب تقلُّبات الأسعار الشديدة في منع المستثمرين المؤسسيين من الاستثمار في العملات المشفَّرة، برغم اعتبارها بمثابة تحوُّط مقابل التراجعات الواسعة للعملات التقليدية.

اقتناص الفرص

بلغت مكاسب الصندوق 29% منذ إطلاقه، كما سجَّل معدل تذبذب 3.5% فقط مقارنةً بـ 78% في الأصول المشفَّرة.

وأضاف “كراشيلوف”: “نحن لا نراهن على اتجاه السوق، لذلك فإنَّه سواء ارتفعت عملة الـ”بتكوين” 300%، أو انخفضت 70%، فإنَّنا نسعى لاقتناص فرص المراجحة الناتجة عن اضطرابات السوق. فقد تمَّ تصميم استراتيجيتنا الحيادية تجاه السوق بما يجعلها منخفضة التقلُّبات، بهدف توفير عوائد إيجابية بغضِّ النظر عن اتجاه السوق. وهي الاستراتيجية التي من المفترض أن تجعل الانتقال لسوق التشفير أسهل بالنسبة للمستثمرين الذين يتمتَّعون بقدرة أقل على تحمُّل المخاطر”.

ساعدت تلك الإستراتيجية في جذب “نيكيل ديجيتال” لاستثمارات مؤسسية، فقد نمت أصول الصندوق من 50 مليون دولار إلى 200 مليون في عام واحد.

يقول “كراشيلوف” الذي تحوَّل للاستثمار في العملات المشفَّرة بعد مشاهدة فيديو تقديمي مدَّته 12 ساعة من أساتذة جامعة برينستون، في حين كان عملاء الشركة الأوائل من مكاتب الاستثمار العائلية؛ لكنْ يمكنه التباهي بين مديري صناديق الاستثمار الآن بوصول عدد العملاء إلى 57 عميلاً.

الأصول المشفرة لم تعد سيئة السمعة

يتوقَّع الرئيس التنفيذي لصندوق مراجحة الأصول المشفَّرة أن يجذب المزيد من المستثمرين المؤسسيين بناءً على إجراء 367 مناقشة عبر الهاتف مع عملاء محتملين هذا العام، شملت تلك المكالمات شركات تأمين، وصناديق أوقاف جامعات، وصناديق استثمار في الصناديق، وصناديق تحوُّط تدير مليارات الدولارات، فضلاً عن مديري أصول تقليديين، وأشار “كراشيلوف” إلى أنَّ معظم هؤلاء المستثمرين يركِّزون على الآفاق طويلة الأجل للأصول المشفَّرة والتكنولوجيا التي تعتمد عليها بدلاً من تحرُّكات السوق الأخيرة.

يقول “كراشيلوف”: “لدي انطباع أنَّ المستثمرين المؤسسيين أصبحوا أكثر اهتماماً بالاستثمار في الأصول المشفَّرة، إذ لم يعد يمثِّل خطراً على سمعتهم كما كان في السابق”.

تشير المناقشات التي أجراها “كراشيلوف”، إلى جانب البيانات التي تعكس زيادة عدد محافظ الاستثمار في الأصول الرقمية، إلى أنَّ الاهتمام ما يزال قوياً، مما يجعله متفائلاً بعودة الفرص من خلال التداول قريباً.

وتابع “كراشيلوف”: “رفض عالم الاستثمار العملات المشفَّرة طوال العقد الماضي، وقد دفع ثمن ذلك. إذ يرى أي شخص لديه خبرة في تداول العملات المشفَّرة أنَّ التراجع الأخير والمثير للجدل لـ”بتكوين” أمر معتاد”.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *