الجمعة 19 رمضان 1445هـ 29-مارس-2024م
ADVERTISEMENT

صناديق المؤشرات.. ونفوذ الخمسة الكبار

د. خالد رمضان عبد اللطيف

“لا تبحث عن الإبرة في كومة قش.. فقط اشتر كومة القش”، هذه واحدة من الفلسفات الكبرى التي يعتنقها مديرو صناديق المؤشرات المتداولة لإقناع زبائنهم بعملية الشراء المربحة على ظهور منتقي الأسهم، فالمديرون النشطون يختارون الأوراق المالية المتوقع تفوق أدائها، لدرجة أن البعض يراهن على أن صناديق المؤشرات ستواجه قريباً مشكلة تأثيرها الضخم على مجتمع الأعمال بسبب امتلاكها لأكثر من 50 في المائة من سوق الأسهم، وتركيز ملكيتها على قطاعات حيوية مثل شركات الطيران والأدوية، مما يهدد بزيادة أسعار تذاكر السفر والأدوية، وعلى سبيل المثال، فإن “بلاك روك” الأمريكية التي تعد أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، تصنف على أنها ثالث أكبر مساهم في شركة “أبل”، مما يمنحها نفوذاً قوياً على أصوات المساهمين في شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة.

تعرف صناديق المؤشرات المتداولة بـ “”ETF اختصاراً لـExchange-Traded Fund” “، ورغم أنها جديدة نسبيًا، إلا أنها تحظى بشعبية كبيرة بسبب انخفاض تكلفتها وتميزها بمعاملة ضريبية أفضل، وهي عبارة عن أداة استثمارية مستحدثة تسمح بالدخول في صندوق مؤشر يستثمر في العديد من الشركات، فشراء سهم صندوق ETF واحد يعني الاستثمار من خلاله في أكثر من 20 شركة، وربما أكثر من 1000 شركة، وبعض هذه الصناديق لا تترك شاردة ولا واردة إلا وتستثمر فيها، بدءاً من المشاريع الخضراء العصرية، وانتهاءً بشركات “الماريجوانا الطبية” المسموح بها قانوناً في بعض الدول، مما يؤكد أن مديرو هذه الصناديق أصحاب طاقات ضخمة، تمكنهم من اقتناص الفرص بشكل مثير للدهشة.

لعل من المناسب هنا، أن نتناول تأثير الخمسة الكبار الذين يتصدرون صناديق المؤشرات النشطة حول العالم، إذ يعتبرون أداة ممتازة لتنويع المحفظة الاستثمارية، ففي قمة الهرم يأتي صندوق “إس بي واى” الأقدم والأشهر عالمياً، ومؤسسه هو شركة ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز، ومقرها مدينة بوسطن الأمريكية، إذ يستثمر في أكبر 500 شركة في الولايات المتحدة، وحجم أصوله يقارب 267 مليار دولار، وأسهمه المتداولة يوميا 128 مليون سهم بقيمة تلامس 38 مليار دولار، فيما تبلغ رسوم ادارة الصندوق0.09%، ويوزع أرباحاً سنوية بنحو 1.91%.

ثاني الخمسة الكبار، هو صندوق “آي في في” وأسسته شركة “بلاك روك” ومقرها نيويورك، ويستثمر في أكبر 500 شركة في أمريكا، وتقدر أصوله بحوالي 189 مليار دولار وأسهمه المتداولة يوميا تلامس 4.5 مليون سهم بقيمة تداول يومي تبلغ 1.35 مليار دولار، ورسوم ادارة الصندوق تصل إلى 0.04% ويوزع أرباحاً سنوية تقدر بحوالي 2.04%, أما الصندوق الثالث عالمياً فهو “في أو أو” والذي أسسته مجموعة فانجارد، وهي شركة أمريكية مقرها في مالفن بولاية بنسلفانيا، وهو يستثمر في أكبر 500 شركة في أمريكا بحجم أصول تقارب 145 مليار دولار، وأسهمه المتداولة يوميا 4.4 مليون سهم بقيم تداول يومي تصل إلى 1.2 مليار دولار، ورسوم إدارة الصندوق: 0.03% ويوزع أرباحاً سنوية بـ 2.02%.

رابع أكبر صناديق المؤشرات هو “في تي آي”، ومؤسسه مجموعة فانجارد، ويستثمر في أكثر من 3000 شركة، وتشمل شركات صغيرة متوسطة، إلا أن تركيزه على الشركات الكبرى، ويتميز برسومه المنخفضة، وحجم أصوله تقارب 139 مليار دولار، وأسهمه المتداولة يوميا تبلغ 3.5 مليون سهم بقيم تداولات يومية تصل إلى 528 مليون دولار، ورسوم إدارة الصندوق تقدر بنحو 0.03% ويوزع أرباحاً سنوية بنحو 1.8%، فيما يعد صندوق ” كيو كيو كيو” خامس الكبار، وأسسته شركة “إنفسكو ليمتد”، ومقرها الرئيسي مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية، ويستثمر الصندوق الذي يهتم بالقطاع التقني والتكنولوجي، في أكبر 100 شركة تتداول في مؤشر ناسداك، بحجم أصول تصل إلى 111.5 مليار دولار، وأسهمه المتداولة يومياً تقارب 53 مليون سهم بقيمة تداول يومي تقارب 12.5 مليار دولار، أما رسوم إدارة الصندوق فتبلغ نحو 0.2%، ويوزع أرباحاً سنوية على مساهميه تقدر بحوالي 0.69%.

يتبقى أن نشير إلى أن صناديق المؤشرات تنقسم إلى قسمين، الأول يطلق عليهم مصطلحPassive مثل الخمسة الكبار، والقسم الثاني من الصناديق النشطة يطلق عليهاActive مثل صندوق ” أيه آر كيه كيه”، حيث تقوم الأخيرة بإضافة الشركات المساهمة كيفما شاءت وبشكل دائم، إذ من الممكن أن يزيد الصندوق أعداد الشركات في أى وقت، أما أمثال الخمسة الكبار، فالاضافة غير فعالة بشكل فوري، بمعنى أن تغيير عدد الشركات المساهمة يأتي مع كل ربع سنوي فقط.

ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *